ليس عادياً ولا عابراً أن يكون للبنان مكان ومكانة في اللقاءات والمهرجانات السينمائية العربية والعالمية، وهو أمر يتكرر على مدار العام ويتصاعد بوتيرة نخبوية تؤكد المواقع التي يحتلّها لبنانيون على مختلف المنابر التي تهتم بالفن السابع.
في أسبوع واحد تم الإعلان أن المخرجة والممثلة نادين لبكي اختيرت عضواً في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في الدورة 77 لمهرجان كان السينمائي الدولي الذي ستنطلق فعالياته غداً، كما أعلن رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط الأمير أباظة إختيار الناشط السينمائي سام لحود مديراً لمسابقة الأفلام الوثائقية والقصيرة في الدورة الأربعين للمهرجان التي ستقام في الفترة من 1 وحتى 5 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
طبعاً هذا غيض من فيض الأخبار التي تتواتر عن أفلام وسينمائيين لبنانيين يشاركون في مهرجانات دولية. وآخر الأخبار عن شريط: «أرزة» للمخرجة ميرا شعيب تدير: ديامون بو عبود، بيتي توتل، بلال الحموي، وكاتي يونس، الذي يتبارى في المسابقة الرسمية لمهرجان بكين السينمائي الدولي في دورته الـ 14. كما كانت لنا عدة مشاركات في مهرجان مالمو للسينما العربية الأخير في السويد، وهناك أعمال عديدة مشاركة في الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي التي ستقام في الفترة بين 13 و22 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بينما ينتشر منظمون وإداريون لبنانيون في عدد من المهرجانات العربية ومنها: مهرجان البحر الأحمر السينمائي، أو في رئاسة مهرجان السينما الآسيوية في الولايات المتحدة - المخرج جورج شمشوم - هذا عدا عن إستعانة مهرجانات عربية عديدة بخبرات لبنانيين يساهمون في تنظيم الدورات المتتالية على مدار العام.
وهذا التواصل مع المحيط العربي والبُعد العالمي لا يقلل من النشاط الداخلي في تنظيم التظاهرات وعروض الأفلام في وقت أسعدنا كثيراً خبر عودة جمعية متروبوليس إلى النشاط بعد توقف قسري لعدة سنوات مع بناء جديد وصالات جديدة بما يعني تغلغل الفن السابع في نسيج الثقافة اللبنانية العميقة وتواصل القيّمين على التجمعات مع جهات إقليمية ودولية بغية تأمين ما أمكن من عروض في بيروت تعزيزاً للثقافة الرحبة التي لا تقتصر على هوليوود وبعض غرب أوروبا بل تشمل أوسع مروحة عالمية.