واقع لافت جداً في مجال الإنتاج السينمائي الهوليوودي: الشركة الحديثة العهد نتفليكس تتجاوز شركات إنتاج وتوزيع عريقة: مترو غولدن ماير، وارنر، كولومبيا، يونيفرسال، ليونز غايت، والت ديزني، سوني، مارفل، ريجنسي، بارامونت، تيرنر، وhbo، وغيرها.
لماذا هذا التفوّق، وهذه الكثافة في الإنتاج، والحضور في أوسع مساحة من العالم، وإبتكار مشاريع تعاون لا عدّ لها في دول العالم، ومنها الأقطار العربية تمويلاً وعرضاً على منصاتها العالمية في خدمة فنية للأفلام العربية لم تنلها في أي وقت قبل ذلك، لا بل كان عالمنا العربي محط الهزء والتندّر والإهانة في الأشرطة التي تصوّرها الشركات الكبرى المهيمنة على هوليوود منذ أكثر من مئة سنة بما يقارب عمر فن السينما حتى الآن.
الصفات الإيجابية لا تُحصى إذا ما أفردنا لها أوسع مساحة للتناول، والعجب أن تتمكّن هذه الشركة وبسرعة البرق من الإنتشار في العالم والتحوّل إلى قوة سينمائية فاعلة أولى، رغم أنها واجهت عدم ثقة في البداية من إدارة مهرجان كان السينمائي الدولي الذي رفض إستقبال إنتاجاتها في أي من تظاهراته الخمس، وسمح لها بالتواجد في سوق الفيلم حيث منصات بيع الأفلام متاحة لأي مرجع وبالتالي حضور في السوق المفتوحة للأفلام، لكن الأمور لم تلبث أن تبدّلت جذرياً وغزت أفلام نتفليكس كل التظاهرات في كان وكل منابر المهرجانات العالمية.
والسؤال الذي لطالما طرح نفسه من دون إجابة شافية: من وراء هذا العملاق الإنتاجي، ميزانيات ضخمة وعدد أفلام يتدفق بقوة وكثافة وفي وقت واحد، وفرق إنتاج موزعة في أقطار كثيرة تشرف على المشاريع المنفذة ودائماً وفق قواعد وأصول الشركة، في عملية ضبط مثالية لكل الإنتاجات المعتمدة حفاظاً على خيط رفيع يجمعها ويُبقيها تحت السيطرة ووفق الشروط المطلوبة من إدارة الشركة؟!
ويجب الإشادة بالتنوّع الذي يميّز عمليات الدعم الإنتاجي وإذا كان لا بد من رأي هنا فهو أنها ما زالت الوجه الأفضل أميركياً في نواياها تجاه القضايا التي يشهدها العالم، مع وجود حالات متفرّقة تدعم فيها مسائل لكن من دون تطرّف أو إنسياق كامل، وهي اليوم تسيطر من دون شك على منظومة الإنتاج والتوزيع والحضور على المستوى الدولي في صناعة الفن السابع.