بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

1 أيار 2024 12:00ص أسوأ تاريخ للبشرية!

حجم الخط
لطالما ناقش العلماء من مختلف العصور أي عام كان الأسوأ بالنسبة للبشرية، بينما أشار معظمهم إلى عام 536 بعد الميلاد، ليس فقط بسبب العدد الهائل للوفيات ولكن أيضًا بسبب الأحداث العديدة التي حدثت، والتى أدت إلى ارتفاع عدد الوفيات بشكل مخيف والظروف المعيشية الرهيبة لمعظم البشر. 
 هؤلاء المؤرخون أرخوا ظواهر طبيعية وحروباً ومجاعة، ادت الى ارتفاع عدد القتلى على المعمورة، ولكن كيف سيؤرخ العلماء هذا العصر الذي نعيش فيه، عصر التكنولوجيا وكل شيء فيه مباح.
جميعنا نمسك هواتفنا ونقلب فيها الصور والفيديوهات، نعترض احياناً على محتوى يمسُّ قيمنا وعادتنا ونبتسم لآخر، الجميع يريد الشهرة والمال وعرض المواهب على وسائل التواصل الاجتماعي، نبحث عن محتوى يخاطب عقلنا لا نجد.
الفيديوهات على كثرتها اصبحت تشبه بعضها البعض، تريندات أكل ولبس وترتيب منزل ولبس، وأنا لا زلت لا أفهم هنا ما الفائدة من ان اتابع فتاة ترتب مطبخها او منزلها او تعرض علينا مقتنياتها وجواهرها واحذيتها وتجرب امام ملايين الجماهير ثيابها الداخلية وغيرها.
فيا صديقي القارئ في حال بقي من يقرأ في هذه الايام، أهلا بك في القرن الواحد والعشرين، حيث الحرام مجاني والحلال مكلف جداً، حيث فقدان الهاتف أكثر ألماً من فقدان الكرامة، والملابس تحدد قيمة الشخص، والعري قمة الاناقة والحرية،والاحتشام قمة التخلف، حيث المال هو تمثال الحرية والعدالة، اهلا بك في قرن من المحتمل ألا نجد من يؤرخه بسبب الذوبان على «التيك توك» و«الانستا».