ما يحصل في الجامعات الاميركية من انتفاضة رافضة لسياسة الابادة الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني في غزة، يمثل بالنسبة الى الكثيرين نقطة مضيئة تبشّر باقتراب وصول الوعي لدى الجيل الجديد في الولايات المتحدة الاميركية الى مستوى جيد بحيث لم يعد الاسرائيلي خطاً احمر نظراً لما يدعيه من اضطهاد حصل له في الماضي.
منذ العام 1948 لم تشهد الجامعات الاميركية ومَنْ لحقها من جامعات اوروبية امراً مماثلاً، يذكر بالحقبة القديمة التي شكلت فيها الجامعات الاميركية والاوروبية خزاناً كبيراً لفرض الديمقراطيات في العالم.
الا ان ما حصل هناك يترك حسرة كبيرة في نفوس الكثيرين من تقاعس طلاب في الجامعات العربية عن مواكبة زملائهم في تلك الدول، فكيف لدول عربية عريقة في مقارعة العدو ان يغيب شبابها عن مؤازرة غزة، حيث لم تشهد اي من جامعاتها تظاهرة او اعتصاماً يحث زعماءها على دعم هذا الشعب المضطهد.
اليوم يشكل الشباب الاميركي املاً لغزة اكثر بكثير من شباب العرب الذين اعمتهم شهواتهم عن التفكير بحق الامة، وبعد ان قامت السياسات فيها على لجم طموحاتهم وقتلها في مهدها فتحولوا الى اتباع للزعيم والرئيس .
خدّر هؤلاء الرؤساء الذين انبثقوا من مؤسسات عسكرية الشباب حيث تحولت بزاتهم العسكرية الى رسمية يحابون بها الولايات المتحدة والقوى الغربية تارة وربيبتهم الاسرائيلية تارة أخرى.
الا ان اليوم وما يحصل من تهديد بمجازر جديدة تحتم على شباب الجامعات في كل الوطن العربي الإنتفاضة والوقوف بوجه من يخدرهم ويستعدوا للنضال لربما يتمكنوا من تحقيق حلم اجدادهم باستعادة القدس الشريف.