بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 أيار 2024 12:11ص %1 تحدد مسار السياسة الشرق أوسطية

حجم الخط
تعتبر حرب السويس او حرب سيناء التي وقعت في العام 1956 واشتركت فيها بريطانيا, فرنسا واسرائيل ردا على قيام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس. وتعتبر هذه الحرب هي ثاني الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948.
تكمن أهمية هذه الحرب فيما أفرزته من نتائج سياسية بأنها حددت للمرة الأولى مستقبل التوازن الدولي بعد الحرب العالمية الثانية وأعلنت نهاية القوى الإستعمارية التقليدية وتأسيس مفهوم جديد على الساحة الدولية.
لعل أبرز ما انتجته هذه الحرب هو ان الولايات المتحدة الأميركية برئاسة الجنرال ايزنهاور وقفت للمرة الأولى ضد اسرائيل وألزمتها بوقف الحرب والإنسحاب منها، وأنها لم تستعمل للمرة الأولى حق النقض لمصلحة اسرائيل كما اصبحت تستخدمه منذ ذلك التاريخ حتى اليوم.
لذلك يتفق المؤرخون ومتابعو السياسة الدولية لاسيما الشرق اوسطية على القول ان موقف الولايات المتحدة الأميركية المشار إليه وإن جاء خضوعا للإنذار الروسي الا انه فتح الباب امام الإدارة الأميركية كي تنتبه الى ما يحصل في كواليس السياسة الدولية والشرق اوسطية تحديدا وبأدق التفاصيل بحيث يمكن القول أنها نتيجة لهذا الموقف بدأت مرحلة سيطرتها على دول العالم خاصة بعد انهيار الإتحاد السوفياتي.
تعدُّ الولايات المتحدة الأميركية كأحد أكبر موطن يجتمع فيه اليهود في العالم. ففي العام 2012 راوح عددهم ما بين 5,5 و8 مليون نسمة أي ما يمثل 11,7% و20,6% من أهالي سكان الولايات المتحدة الأميركية أي الأميركيين اليهود واليهود الأميركيين أي اولئك المنتسبين لليهودية دينيا او عرقيا او ثقافيا او وطنيا.
من الملاحظ أن غالبية الجالية الأميركية في أميركا هم من اليهود الأشكيناز المتحدِّرين من شتات يهود أوروبا الوسطى. وصار هؤلاء اليهود يشكلون جزءًا من النسيج الوطني.
انصرف اليهود القادمون نحو تأسيس مخازن للألبسة انشأوها في مختلف المدن كما نشطوا في مجال الخدمات المصرفية في نيويورك كما تبؤوا المراكز العليا في وسائل الإعلام.
تتمتع اسرائيل تقليديا بدعم واسع من الحزب الديمقراطي الأميركي نظراً لتلاقي الأفكار الليبرالية معهم مثل حق الإجهاض وحق حمل السلاح وحقوق المثليين... 
يُعرف اليهود الأميركيون بأنهم الأكثر كثافة قي المشاركة السياسية سواء من خلال التصويت أو تبوؤ العديد من المناصب السياسية والقضائية التشريعية. ولهذا نلاحظ ان اليهود يملكون اليوم 36 مقعدا في الكونغرس و9 في مجلس الشيوخ.
ومع أن اليهود منتشرون في كل الولايات الا ان نسبتهم لا تتعدى أكثر من 1% من سكان الولايات الأخرى ومع ذلك نلاحظ أن نسبة مشاركتهم بالتصويت تبلغ حوالي 85%.
إن براعة اليهود الأميركيين في العمل السياسي حدت بهم الى انشاء «المجلس الديمقراطي اليهودي الأميركي» الذي يعتبر اهم مؤسسة يهودية قريبة من الحزب الديمقراطي وتهدف الى تعزيز السياسات التي تتماشى مع القيم الإسرائيلية والمجتمع اليهودي الأميركي.
يشجع هذا المجلس الناخب اليهودي على المشاركة الواسعة في انتخابات رئاسية وتشريعية وهو بقيادة مجموعة من زعماء الجالية اليهودية في أميركا.
ولكي يستكمل اليهود عملية الإمساك بكل نواحي العمل السياسي في أميركا فقد أنشأوا في العام 1985 تجمعاً يرأسه الملياردير «شيلدون لاوسون» مؤيدا للحزب الجمهوري بهدف تعزيز العلاقات بين الجالية اليهودية الأميركية وصناع القرار الجمهوري.
تعرف التجمعات اليهودية في اميركا بإسم «اللوبي اليهودي» الذي يعني بإبراز النفوذ اليهودي المنظم على عدد من القطاعات السياسية واكاديمية وحكومية.
هذه الصورة على سوداويتها هي صورة حقيقية وواقعية دفعت للسؤال حول من يحكم من.. أميركا أم اسرائيل؟! غير ان التطورات التي حصلت مؤخرا لا سيما الإعتراضات التي قام بها طلاب أميركيون ويهود اعتراضا على ما تقوم به اسرائيل في غزة وقد تسجل مؤخرا اقدام الناشطة اليهودية «ليلي غرينبرغ» العاملة في ادارة بايدن بتقديم استقالتها احتجاجا على اعمال اسرائيل. فهل بدأ نجم اللوبي اليهودي بالأفول؟    

* مدعي عام التمييز سابقاً