بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 نيسان 2023 06:24م اسرائيل.. ٧٥ عاما من صناعة الكراهية

حجم الخط
مؤسسة الدراسات الفلسطينية اعلنت عن التحضير لمؤتمر حول الانتاجات المعرفية بمناسبة مرور ٧٥ عاما على النكبة، التي وقعت عشية انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين  ١٥ ايار ١٩٤٨ ونشوء الكيان الاسرائيلي واعلان وثيقة الاستقلال واندلاع حرب فلسطين او النكبة وهزيمة الجيوش العربية الحديثة التكوين امام العصابات الاسرائيلية، والتي ادت الى تشكيل جيش الدفاع الاسرائيلي من اربع عصابات صهيونية بالاضافة الى مكونات محلية، ونكبة فلسطين شكلت الخيبة الثانية للفكرة العربية الجامعة، وكانت النكبة الاولى بعد الثورة العربية الكبرى في مكة ١٩١٦ بقيادة الشريف حسين والتي تلاشت مع اتفاق سايكس بيكو وتقسيم المنطقة وانتهاء حلم الدولة العربية الكبرى.  
ان ما حدث خلال الايام الماضية مع اقتحام المسجد الاقصى والمشاهد المفجعة واحتقار المصلين وتدنيس المقدسات الاسلامية امام شاشات العالم باسره انما هو مشهد يختصر ما حدث ويحدث منذ ٧٥ عاما في المنطقة العربية من قمع واستبداد واحتلال واحتقار وقتل وتهجير واستباحة المقدسات الروحية والمدنية والفكرية وتشريع كل اشكال الاغتصاب السياسي والفكري وقمع الحريات الفردية والجماعية واباحة القتل والتدمير والتهجير، مما جعل القضية الفلسطينية وتفرعاتها العربية  تشكل المشهد الاكثر وضوحا على عدم احترام الدول العظمى لميثاق الامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان.  
عاد الحديث عن اهمية ميثاق الامم المتحدة بعد اندلاع الحرب الاوكرانية ومطالبة روسيا بالانسحاب واعتبار احتلال اراضي الغير بالقوة هو انتهاك لميثاق الامم المتحدة، ويشكل عدم احترام الدول الكبرى لميثاق الامم المتحدة الصفة الجامعة للقوى العظمى وخصوصا في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق وغيرها من الدول العربية، التي شهدت على مدى خمسة وسبعين عاما الكثير من صناعة الكراهية والانتهاكات الفاضحة والواضحة لميثاق الامم المتحدة وقرارت مجلس الامن الوهمية والغير ذات قيمة تنفيذية من قبل اسرائيل وادواتها المعلنة والمقنعة التي وجدت بالعنصرية والفاشية الدينية والطائفية  التي جعلت من اسرائيل  قدوة حسنة و مثلها الاعلى.  
 الساعات والايام الماضية في المسجد الاقصى اعادت تحريك كل تلك الذاكرة العميقة والدامية والمفجعة للوعي الوطني والانساني لدى شعوب المنطقة التي دفعت وتدفع ثمن احتقار العالم لحقوق هذه الشعوب التي تحولت دولها ومدنها الى مختبرات لتفكيك المجتمعات على اسس اثنية وقومية وعرقية ومذهبية وطائفية وقبلية، وباستخدام كل اشكال العنف الاعلامي والفكري والعقائدي واستباحت كل المحرمات الانسانية التي تدعيها مجتمعات التقدم والحرية، وكل ما يشاهده اطفال هذه المنطقة من قهر واستعباد وانتهاكات انما هو اعادة انتاج لتاريخ النكبات والنكسات والهزائم وتفكيك وتهجير المجتمعات واحتلال المدن والقرى والارياف واباحة الحروب الاهلية وتحويل المنطقة الى مجتمعات نزاعات دموية.  
 فشلت كل محاولات السلام العربي في تغيير النزعة العنصرية العدوانية لدى اسرائيل، وفشلت إسرائيل في ان تكون دولة طبيعية على الرغم من كل الايادي الممدودة لها من قيادات المنطقة والانفتاح على تأسيس شرق اوسط جديد، لان التطرف والعنف الديني والعرقي متأصل في الشخصية الاسرائيلية ما شاهدناه في الاسابيع الماضية من تنكر يهودي عالمي للممارسات الحكومة الاسرائيلية  هو خير دليل على عدم قدرة التطرف الاسرائيلي على التأقلم مع القيم الديموقراطية العالمية. 
العنصرية والفاشية الاسرائيلية جعلت شعوب المنطقة تفقد الثقة بميثاق الامم المتحدة ومنظماتها وبقيم الدول الغربية الديموقراطية التي احتضنت اسرائيل على مدى ٧٥ عاما من صناعة الكراهية ومنعت محاكمتها ومساءلتها على جرائمها بحق كل شعوب فلسطين والمنطقة العربية.