بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 آذار 2023 05:17م الاستحقاق الرئاسي ..والاستخفاف بعقول الناس

حجم الخط
العالم باسره ينتظر نتائج زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ الى موسكو يوم الاثنين القادم لارتباطها بتطورات الحرب الروسية الاوكرانية، بعد ان حظي الاتفاق السعودي الايراني برعاية الصين بالكثير من الاهتمام، ومطلع الاسبوع الحالي تصدر الاهتمام تطورات افلاس بنك سيليكون فالي الاميركي وخسائر الاسهم في القطاع المصرفي العالمي والهبوط الحاد بسعر النفط، ثم تحول الاهتمام الى اسقاط الطائرات الروسية مسيرة اميركية فوق البحر الاسود وتجدد الخوف من ان يؤدي اي خطأ الى دخول اميركا الحرب الاوكرانية كما حصل بعد الاعتداء الياباني على ميناء بيرل هاربر ١٩٤١ او بعد تفجير البرجين في ٢٠٠١، ثم كان الاهتمام بمصير حكومة نتنياهو المهددة بالسقوط نتيجة المظاهرات المكثفة في اسرائيل واميركا والحديث الاسرائيلي عن الحرب القادمة على جبهات متعددة واتهام لبنان باختراق الحدود الجنوبية، ثم جاء تصريح قائد المنطقة الوسطى للجيوش الاميركية عن خطورة التطور الكبير في القدرات العسكرية الايرانية، والاهم كان هو الاقتحامات الدموية في فلسطين عشية شهر رمضان المبارك وحروبه السنوية في القدس الشريف .

المكونات السلطوية اللبنانية خارج كل هذه التطورات المكثفة والمقلقة وتمارس الاستخفاف بعقول الناس وتعاني من اختلال بالمعايير الانسانية وتعيش حالة من التوهم بانها مخلوقات استثنائية فوق بشرية ومن حقها السيطرة على عقول البشر والتحكم بخياراتهم ومدخراتها وتغليب التذاكي على الذكاء والشطارة على الجدارة والكوابيس على الاحلام والاستثناءات على القواعد والنزاعات على الانتظام العام والتكتيكات على الاستراتيجات والانعزال الطائفي على الانصهار الوطني والرق السياسي على النظام الديمقراطي والسيطرة والاستتباع على الشراكة والحوار وتعتبر المجتمع اللبناني مجموعات من الفئران البيضاء تخضعها لاختباراتها الوحشية والغير انسانية.

نجحت الطائفية المعسكرة في تحويل المجتمع اللبناني من التنافسية المدنية الثقافية والعلمية والاقتصادية والابداعية والحريات الاعلامية الى مجموعات معسكرة تحكمها شرائع الغاب وتتحكم المليشيات بمصير الاجيال والاستقواء بالخارج على الشركاء وتجديد تحويل لبنان الى ساحة نزاع بديلة وقهر الارادات الوطنية بالعنف السياسي والمسلح واستباحة الخصوصيات الفردية والوطنية وشيوع الاغتصاب السياسي في وضح النهار واغتيال رواد الحرية والتفكير وبناء الاوطان بالعلم والمعرفة والعمران والعيش بأمان في لبنان.

اكلة عقول البشر السياسية في لبنان منشغلون بمواسم بيع الكرامات الرئاسية والسيادية والثروات الوطنية البشرية والطبيعية والغاز والنفط والمرافىء والمطارات، وشعب لبنان يعاني من ابشع حالات الرق والسفاح السياسي وتغليب التجهيل على التعليم والمرض على الاستشفاء والعمالة على الانتماء الوطني حيث يتغنى كل فريق بانتصارات اسياده على السيادة الوطنية في لبنان ومعهم قوافل من اصحاب الطموحات الرئاسية الجمهورية والبرلمانية والحكومية والمناصب الوزارية من ورثة الجينات الاستعمارية القديمة والجديدة واعتبار الناس عبيد العنف والسلاح والفقر والجوع والاستتباع في اسواق الرق السياسي في لبنان.

اكلة عقول البشر السياسية في لبنان تحاول الايحاء بان كل التطورات الاقليمية والدولية تخدم مصالحها من ويلات الحروب الى دمار الزلازل وكذلك التفاهمات الاقليمية والدولية، والطبقة السياسية في لبنان تمعن في الاستخفاف بعقول الناس في الاستحقاق الرئاسي عندما تعتبره شأن دولي وعربي واقليمي وغير لبناني وان العالم باسره منشغل بمواصفات رئيسي الجمهورية والحكومة مما يجعل بورصة اسماء المرشحين في حالة تقلب دائم، في حين ان عموم المواطنين غير مهتمين باسم الرئيس او بموعد انتخابه بعد ان أصبحت قواعد الاستحقاق الرئاسي هي الاستخفاف بعقول الناس، وحفظ الله لبنان.