بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 تشرين الأول 2021 12:02ص الانقسام اللبناني أميركي …أميركي

حجم الخط
 الاربعاء ٣ تشرين الثاني ذكرى مرور سنة على الانتخابات الرئاسية الاميركية التي تجري في اول ثلاثاء تلي الثاني من تشرين الثاني كل اربع سنوات، وتزامنت العام الماضي مع تداعيات تفجير ٤ آب واستقالة الحكومة وعدم تشكيل حكومة بديلة بانتظار نتائج الانتخابات الاميركية، لأن مكونات السلطة تعلمت من دروس الانتخابات الرئاسية الاميركية عام ٢٠١٦ عندما استكان اهل السلطة في لبنان الى إستطلاعات الرأي التي كانت تعطي ارجحية مطلقة للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، فاجتمع مجلس النواب في ٣١ تشرين الاول وانتخب الرئيس ميشال عون وبعد ثمانية أيام في ٨ تشرين الثاني كانت المفاجئة بفوز الرئيس دونالد ترامب بالانتخابات الاميركية. 

 اعترفت مراكز استطلاعات الرأي الاميركية بأخطاء تقديراتها الرئاسية ٢٠١٦، اما في لبنان فلقد واجهت مكونات السلطة صدمة عارمة مع تغيير السياسة الاميركية، وخلافا لما كانت عليه مع ادارة الرئيس اوباما طوال ثماني سنوات من الانسحاب الاميركي من العراق واستراتيجية الفوضى الخلاقة وتوقيع الاتفاق النووي مع ايران ٢٠١٥ رغم معارضة حلفاء اميركا في المنطقة، اما الرئيس ترامب فلقد بادر بعد انتخابه الى الخروج من الاتفاق النووي والدخول في مواجهة مباشرة مع ايران، وتحول لبنان الى ساحة مواجهات وتداعيات سياسية ومالية واقتصادية وعقوبات و تظاهرات ادت الى استقالة الحكومة ٢٠١٩ وتشكيل حكومة هشة وصولا الى انفجار ٤ آب ٢٠٢٠ والمبادرة الفرنسية والشروط الاميركية على تشكيل الحكومة اللبنانية. 

 خلال عام بعد انتخاب الرئيس بايدن شهد العالم الكثير من التحولات والمتغيرات على مستوى اعادة ترميم التحالفات والشراكات الدولية مع الاتحاد الاوروبي والدول الصناعية السبع والناتو والعلاقات الروسية الاميركية، وتطور الشراكة الاميركية البريطانية الكندية الهندية الاسترالية والانخراط في اتفاقيات المناخ والشروع في عملية تفاوضية صعبة مع الصين وصولا الى قمة العشرين الحالية في روما وقمة النظم الغذائية في اسكوتلندا الاثنين القادم. 

 اما المنطقة فلقد شهدت مع الرئيس بايدن عودة المفاوضات النووية مع ايران في فيينا ومن المتوقع استئنافها في نهاية شهر تشرين الثاني القادم، وشهدت المنطقة ايضا صدمة الانسحاب الاميركي من افغانستان وتداعياته على حلفائها مما اضر بصورة اميركا بالخارج، وشهدت المنطقة نشاط دبلوماسي اميركي في القرن الافريقي واليمن وتجديد التحالفات مع الاردن والانفتاح على السلطة الفلسطينية و تحولات سياسية مع اسرائيل وسوريا والعراق. 

 اما لبنان فقد شهد بعض التسهيلات لجهة تشكيل الحكومة وبعض الاستثناءات لمصلحة مرور الغاز والكهرباء من مصر عبر الاردن وسوريا و تفعيل عملية التفاوض الحدودي مع اسرائيل والتأكيد على دور الجيش اللبناني في حفظ الاستقرار، وكل هذه الامور قبل مسلسل الانهيارات التي بدأت في ١٤ تشرين وماضية في التكاثر والتعاظم وافتعال مرارات النزاع الاهلي وانقساماته وتجديد الاصطفافات الخطيرة والكريهة والتي اعادت لبنان الى تعقيدات ما قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، وبالتزامن مع انطلاق حملة الانتخابات النصفية الاميركية القادمة في ٢٠٢٢ والتي تفوق اهميتها هذه المرة الانتخابات الرئاسية مما يزيد من تعقيدات لبنان وازماته ويضع استحقاقاته الانتخابية النيابية والرئاسية في اسواق رهانات الانتخابات النصفية الاميركية مما يجعل الانقسام اللبناني الداهم انقسام اميركي اميركي وحفظ الله لبنان . 

ahmadghoz@hotmail.com.