بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 كانون الأول 2023 06:38م الحرب على لبنان ومخاطر انتهاء الهدنة

حجم الخط

كتب أحمد الغز في '' اللواء '' 

 انتهت الهدنة المؤقتة الاولى في غزة وجنوب لبنان وعادت الحرب التي شاهدنا اهوالها على مدى خمسين يوما، والمطلوب الان التفكير بكل وضوح ما هي تداعيات الحرب على لبنان في الايام القادمة، وعلينا ان نعلن عن عدم ثقتنا بمكونات السلطة الطائفية التي اهدرت سبعة ايام من الهدنة ولم تقدم تصورا لما هو قادم من مخاطر وتحديات على كل ابناء لبنان، انها مهزلة ما بعدها مهزلة تلك التي شاهدناها لتحركات المكونات السلطوية الوهمية من كتل نيابية واحزاب ومرجعيات انشغلت بتوافه الامور والاكثار من الشعارات والبينات وتجاهلت تحديات الحرب على لبنان . 

 الامور الان لم تعد في ايدي اللبنانيين لانهم لم يبادروا خلال ايام الهدنة الى عقد اجتماعات تعيد ترتيب الاولويات، وخلال ايام الهدنة تقاطر الموفدين العرب والدوليين المهتمين بانتخاب رئيس جمهورية جديد والقوى السياسية اللبنانية كانت منشغلة بتحديد الاثمان التي تريدها من الغرباء، انها المهزلة والمأساة والمضحك المبكي في آن ، مما يجعل الحرب اكثر رحمة من خفة قادة لبنان السخفاء من صناع الشغور والتعطيل والانهيارات الاقتصادية والاجتماعية والعيش على حساب ارواح الشهداء الشرفاء من كبار ابناء لبنان. 

 صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية اجبر العالم بالحضور الى نيويورك على مستوى الرؤساء والوزراء بدعوة من وزير خارجية الصين الذي تترأس بلاده مجلس الامن في دورته الحالية وذلك للمشاركة في ٢٩ تشرين الثاني اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتضمنت كلمات الوفود كل التقدير الى الشعب الفلسطيني العظيم الذي لم يتنازل عن ارضه وحقوقه على مدى خمسة وسبعين عاما، في حين يتباهى قادة لبنان بتدمير كل اسباب السيادة والاستقلال و يمارسون ترف الخرف السياسي خلال ايام الهدنة السبعة والتي كان يجب ان تشكل خشبة خلاص إنقاذ لبنان . الخرف السياسي حالة شائعة في لبنان، القادة والزعماء يستخفون بعقول ابناء لبنان، ويعتقدون بان السجون الطائفية ستبقي اللبنانيين مجموعات من القطعان الخاضعين لمحاكم التفتيش الطائفية التي تتحكم بمصير شابات وشباب لبنان، والتي نجحت بتقويض كل قصص النجاح الوطنية اما بالاغتيالات او بالمليشيات الطائفية وبالتبعية الخارجية القريبة والبعيدة على حد سواء، والطائفيين نجحوا بتعطيل كل اسباب التقدم والازدهار، ويعتقدون بانهم قادرين على اعتراض سبيل مستقبل كل الاجيال في لبنان .
 لبنان يفتقد شخصيات وطنية عابرة للطوائف والمناطق والاجيال، و خلال ايام الهدنة شهد لبنان العديد من الاجتماعات النخبوية حول فلسطين التي يدفع شعبها اغلى الاثمان من اجل قضيته ، في حين اننا لم نشهد اجتماع نخبوي واحد حول تحديات مابعد الهدنة على لبنان، ولا نريد ان نتحدث عن سيل التفاهات في احياء المناسبات وصناعة الاوهام، ناهيك عن وقاحة المحاكمات العلنية لكل الذين يغردون معبرين عن تمسكهم بالوحدة الوطنية ولبنان الــ١٠٤٥٢كلم٢ .

 شعب لبنان يسأل المرجعيات السياسية والطائفية ماذا عن اليوم التالي بعد انتهاء الهدنة المؤقتة ، وهل تعرض الجنوب للقصف لا يصيب مناطق اخرى، وهل استهداف طائفة لبنانية لا يطال طوائف اخرى، وما هي امكانيات الطبابة والايواء في حال تطورت الحرب الى ما هو ابعد من اوهام قواعد الاشتباك، ويبقى السؤال ماذا بعد انتهاء الهدنة و ما هي مخاطر الحرب على لبنان.