بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 آب 2023 05:17م الحوار ثقافة... يا... نواب لبنان العظماء

حجم الخط
ان انعدام ثقافة الحوار يؤدي الى الحروب والنزاعات وانهيار الدول والمؤسسات ويسود القتل والدمار والتهجير والاغتصاب، وعندما تعم ثقافة الحوار يعود الاستقرار والبناء والتقدم والازدهار وسلامة الافراد والمجتمعات عبر تجديد الالتزام بالقواعد والمعايير وبديهيات توازنات الحياة على كوكب الارض من البشر الى الطبيعة والمناخ  وكافة الكائنات، وثقافة الحوار هي نتيجة تراكم الحضارات في الوعي المجتمعي وتأثيرات ما نتج عنها من تقدم وازدهار وعلوم ومعارف وقيم واكتشافات، وثقافة الحوار هي التفاعل المعرفي المستدام من اجل سلامة الوجود والانسان.

  ينعدم الحوار عندما يتحكم الجهل والتعصب بالانسان وتتفكك المجتمعات وتسقط المعايير ويسود الفساد وتتعاظم الاحقاد وتحل الكراهية مكان المحبة والألفة والوئام وتصم الاذان وتتحكم الغرائز وينعدم صوت العقل ويغرق مجتمع الجهلاء في طوفان الكراهية والبغضاء وتسود شريعة الغاب، حينها يركب العقلاء سفن الهجرة نحو الأمان في مجتمعات ثقافة الحوار المستدام حيث يحترم الانسان اخيه الانسان.

    الحوار ليس مناسبة او احتفال او موعد او طاولة او مكان، الحوار هو تأكيد على وجود العقل في اصل تكوين الفرد الانسان والمجتمعات، والحوار هو التفاعل والتناغم بين الخلايا والاعضاء في جسد الانسان، والحوار هو تجليات السلامة الذهنية الفردية والاسرية والاجتماعية والوطنية والعالمية، الحوار يا اصحاب السعادة العظماء هو انكم بشر اسوياء فعندما تنعدم ثقافة الحوار لا يعود الانسان  إنسان .

  الحوار ثقافة تجدد المجتمعات وإحترام قواعد الانتظام ومواعيد استحقاقات تداول السلطة بما هي روح الانتظام، الحوار هو التشريع ليل نهار من اجل مواكبة المستجدات والضرورات في عالم شديد السرعة والابتكار، الحوار هو التكيف الدائم مع التحولات والمتغيرات واستكشاف ما سيكون وليس تأكيد ما كان، الحوار اطياف وليس طوائف، والحوار افكار وليس مواقف، والحوار اسئلة واستشرافات وليس اجابات مسبقة وكان يا ما كان، والحوار شراكات متجددة وليس تقاسمات، والحوار قطاعات وليس قطعان، والحوار يكون بالتفاعل مع المكونات القطاعية من النقابات والاتحادات والمعاهد والكليات ومراكز الابحاث والمفكرين في كافة التخصصات، فالحوار قطاعي تربوي وصحي وزراعي واعلامي ووو، ومهمة البرلمان والحكومات إدارة حوار القطاعات المستدام واستشراف مستقبل الاجيال .

   انعدام الحوار انتج التعطيل والشغور والتعصب والتخلف والضياع، ولبنان لا يزال بانتظار صحوة ما تبقى من ارادات وطنية خلاقة قادرة على اعادة  احياء تجربة  بيروت المدنية مع ثقافة الحوار والانفتاح والانصهار في مجتمع وطني محرر من الطوائف والقبائل في بيروت المدينة منارة الشرق في الحريات الفكرية والسياسية والعقائدية والاعلامية والتعليمية والادبية والابتكارات الابداعية والفنية والحرف والاعمال والصناعات والخدمات، بيروت المدينة تغلبت على العنف والدمار وجددت مسيرتها الوطنية مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي اعاد نبض الحياة والانسياب الطبيعي الى مساحاتها المشتركة الشديدة الحداثة والجمال، وعشية زوال الاحتلال وقبل الاغتيال كانت بيروت المدينة على اتم الاستعداد لاحتضان كل اجيال لبنان والسير بهم نحو التقدم والازدهار والأمان .

  ويبقى السؤال يا نواب لبنان العظام، هو كيف عادت بيروت الى خطوط التماس والاحتلالات، وكيف يمكن اعادة الاعتبار الى قواعد ثقافة الحوار المستدام وما هي موضوعات وقطاعات الحوار ولغة الحوار ومحرمات الحوار وتحديات الحوار، والحوار ثقافة وليس مناسبات ومحاصصات، و حفظ الله لبنان.