بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الأول 2022 07:39م بيروت المدينة.. مرآة السياسات العالمية

حجم الخط
بيروت بعد اتصال الرئيس الاميركي بايدن بدأت تشهد انعكاسات المواجهات الداخلية الاوروبية الاوروبية والاميركية الاميركية والروسية الروسية والصينية الصينية والتقابلات العربية العربية والايرانية الايرانية والتركية التركية والاسرائيلية الاسرائيلية، مما اعاد بيروت الى دورها ومعناها القديم والحديث بما هي مرآة السياسات العالمية وانعكاساتها على المنطقة، وخلال الايام الماضية شهدت بيروت كثافة في التموضوعات العالمية والاقليمية في ظروف دولية بالغة الدقة والتأثير على مستقبل دول المنطقة وهي تشبه الى حد بعيد تحولات اللحظة التاريخية التي نتجت عن (معركة العلمين) وهزيمة المانيا امام بريطانيا ابان الحرب العالمية الثانية والتي لا تزال نتائجها تتحكم بعدم إستقرار دول المنطقة حيث كانت القيادات آنذاك منشغلة بالرهانات الشخصية الضيقة على حساب التفكير بالمصالح الوطنية الاستراتيجية.

تعاني مكونات السلطة الطائفية من اعراض الارتياب وعدم اليقين السياسي والتوهم بان الماضي قادر دائما على اعتراض طريق المستقبل، وبانهم قادرون على منع لبنان من ان يقدم النموذج الاول في مرحلة عودة الانتظام العام في الدولة الوطنية المدنية بعد ان كان لبنان على مدى عقود طوال المختبر الاول للحريات الفكرية والسياسية والدينية والتربوية والاعلامية والتجليات الديموقراطية والحزبية والسلطوية، وذلك قبل ان يتحول لبنان الى مختبر نزاعات المنطقة والحروب الاهلية والقومية والعرقية والاستيطانية وتفكك الدول والمجتمعات الوطنية، وتلك الحقبة انتجت ازمات المكونات الطائفية الحالية التي تسيطر على الواقع السلطوي والمتضامنة فيما بينها على منع تشكيل قوة وطنية انقاذية جامعة وعابرة للطوائف والمناطق ومحررة من اعراض الطاعون الطائفي المدمر لكل اسباب الوحدة الوطنية.

تحاول مكونات السلطة الطائفية اسقاط عجزها وفشلها وخلافاتها الوهمية المصطنعة على ما تبقى من فكرة الدولة الوطنية ومؤسساتها الادارية والعسكرية والامنية وذلك بالتزامن مع تعاظم القلق من انعكاسات مخاطر الحروب العالمية الحامية والباردة الدائرة، والتي قد تكون بيروت احدى ساحات تصفياتها النهائية الامنية والسياسية، وخصوصا بعد التموضوعات الدولية الرفيعة في بيروت من اتصال الرئيس بايدن الى زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية وسرعة التموضع الروسي وتقديماته الفورية والاهتمام الاوروبي والعربي والاقليمي، والتي جعلت من بيروت احدى فضاءات التأثير في الانتخابات النصفية الاميركية والانتخابات الاسرائيلية والتقابلات الاوكرانية، وقد تكون بيروت حاليا الساحة السياسية الاكثر تأثيرا على التحولات الشرق اوسطية المستقبلية.

بدأت مكونات السلطة الطائفية تعيد النظر بهلوساتها الرئاسية بعد اتصال الرئيس بايدن الذي احدث صدمة ايقظت الجميع على واقع جديد وهو ان لبنان ليس خارج الاهتمامات الدولية الاستراتيجية، واتى الاتصال بعد التقلبات والتخبطات الهشة التي شهدناها الاسبوع الماضي بين التوقيع وعدم التوقيع والذي عكس مستوى الخواء السياسي والاعلامي، وهنا تأتي جلسة عدم انتخاب رئيس جمهورية الخميس ١٣ تشرين الاول والتي كانت بمثابة نهاية المسرحيات الوهمية الانتخابية وبداية البحث عن الخيارات الجدية والشروع في التواصل مع اصحاب القرار الحقيقين والفاعلين في العملية الانتخابية الانتقالية اللبنانية.

انتخاب رئيس جمهورية جديد اصبح حدثا اقليميا دوليا مما يحتم تأجيل موعد الانتخاب الى ما بعد الانتخابات النصفية الاميركية والانتخابات الاسرائيلية، وانتظار بلورة نتائج التفاعلات العربية المباشرة مع التصدعات الدولية الاوكرانية والمفاوضات النووية الايرانية، واصبح تشكيل آخر حكومات الظروف الاستثنائية خلال الايام القادمة بمثابة اولوية مطلقة من اجل مواكبة التموضوعات الرئاسية الاقليمية والدولية على الساحة اللبنانية بعد ان عادت بيروت المدينة مرآة السياسات العالمية والاقليمية.