بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 حزيران 2023 02:07م ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.. الشعب والجيش المصري

حجم الخط
تحتفل جمهورية مصر العربية بالذكرى العاشرة لثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، يوم بادر عشرات الملايين من كل اطياف الشعب المصري بالنزول الى الشارع لاستعادة دولتهم المصرية العميقة، التي تجسد صلابة الوحدة المجتمعية المصرية العصية على الذوبان بالحضارات والاديان والغزوات والسلطنات والحملات، والدولة الوطنية المصرية هي انعكاس طبيعي لتلك الوحدة المجتمعية القوية العابرة لاوهام الحقبات والحكام والامبراطوريات والاحتلالات، ولا يمكن قراءة مصر من خلال تقلبات تاريخ باقي المنطقة العربية، ولا بد من الوقوف طويلا عند خصوصية  الهوية الوطنية المصرية وتمايزها عن التأثيرات المتنوعة والعابرة لتاريخ المنطقة  وذلك التمايز يشكل قوة قاهرة عند الازمات والتحولات حيث تجد الشعب المصري بكل اطيافه وتشكيلاته الدينية والجغرافية يبادر الى التعبير عن وطنيته الصلبة والمتألقة بمزيج خلاق من التواضع والكبرياء في آن.
عشية ٣٠ يونيو حزيران ٢٠١٣ استشعر الشعب المصري المخاطر الجسام التي تهدد دولتهم العميقة والتي تعبر عن الوحدة المجتمعية المصرية العصية على التفكك والانحلال وبالعودة الى تلك الايام الشديدة العمق في تاريخ الوعي المصري والعربي في آن، يوم رفض الشعب المصري تمزيق الدولة العميقة بالميليشيات الموازية والتاكيد على عمق  الانصهار الشعبي بالجيش الوطني، مما يجعل من الجيش في مصر مؤسسة تمثيلية  تعبر عن عمق التمثيل الشعبي المصري بالمؤسسة العسكرية ولا يوجد مواطن مصري واحد ليس جزءاً من تاريخ الجيش المصري الوطني، مما جعل انتخاب رئيس الجمهورية من الجيش المصري عملية بالغة التعبير عن الانسيابية التمثيلية للتجربة الوطنية المجتمعية المصرية وذلك خلافا لما مثلته العمليات الانقلابية العسكرية في العديد من الدول العربية والتي لا تشبه تحولات الجيش المصري من ثورة عرابي الاولى الى الثورة الناصرية الثانية الى الثورة السيسية الثالثة والتي قادها الجيش المصري من اجل تجديد الدولة المصرية العميقة.
تابعت التحولات المصرية في العقدين الماضيين وشعرت بالكثير من الامل والرجاء مع الربيع العربي الذي كان له نكهة خاصة في القاهرة الحبيبة وسمعت الاحاديث عن ليالي الالتراس وعن الميدان وعايشت عن قرب العديد من الاحداث وحرصت على ان اكون قريبا من ميدان التحرير  خلال كل تلك التجليات وصولا الى ليلة القبض على فاطمة، واستخدام العنف المنظم لتقويض روح الثورة والعبث باسباب الدولة العميقة، وغادرت الفندق في نفس الليلة التي تم اقتحامه فيها وتزامن ذلك مع تظهير القوة الموازية والغير حكومية ومحاولة تعميم ثقافة المليشيات والسلاح المتفلت في الاحياء والتي ايقظت عندي مشاعر الريبة والقلق اللبناني من المليشيات المسلحة لما تسببت به من تقويض لكل اسباب ألدولة اللبنانية.
نجح الشعب والجيش المصري في ٣٠ حزيران (يونيو ) ٢٠١٣ ان يمنع سقوط الدولة المصرية العميقة في ايدي نماذج عصابات بن غفير الاستيطانية الاسرائيلية  او قوات الفاغنر الروسية او المليشيات الايرانية والعراقية والسورية والكردية او دولة داعش في سوريا والعراق او المليشيات المذهبية والطائفية  او قوات التدخل السريع السودانية  او مليشيا الحوثية اليمنية الشمالية واقرانها الجنوبية وغيرها من المليشيات الليبية والسورية واللبنانية والصحراوية، وكل تلك المظاهر المليشياوية التي  ادت الى تحلل اسباب الدولة العربية، وخير دليل هو ما يشهده السودان هذه الايام على ايدي القوى الموازية المعسكرة من قتل وتشريد ودمار،  وتبقى ثورة ٣٠ حزيران ٢٠١٣ النموذج الامثل لصناعة الاستقرار الوطني حيث نجح الشعب والجيش المصري في حماية وتجديد الدولة المصرية العميقة.