الإفتتاحية

اليوم ٣٠ اذار يصادف سبت النور مع يوم الارض في فلسطين و عشية الفصح المجيد وبالتزامن مع التحولات العميقة من اجل ولادة نظام عالمي جديد،  وسنشهد اليوم تظاهرات عالمية جديدة  ترفض ستة اشهر من العنف والقهر والقتل والدمار والتشريد لاهالي غزة وثمانين عاما من الظلم والحروب والنزاعات لشعوب فلسطين والجوار، وشعوب العالم اليقظة سترفض اليوم في يوم الارض كل ما يتعرض له اهالي غزة من ابادة جماعية وقهر واستبداد واحتقار القيم الانسانية .

          سبت النور ويوم الارض في فلسطين وصحوة عالمية على اهمية تجديد نظام المخاطر والذي يستدعي وجود نخبة قادرة على تشخيص الاعراض وتقديم العلاج، وما نشهده من مظاهرات وتجليات مجتمعية في الشوارع والساحات العالمية ومظاهر الالم التي تعبر عنها المجتمعات الحية تشبه الاوجاع في اجسام الافراد الاصحاء، في حين ان الامراض القاتلة كالسرطان فانها تنتشر بخبث ومن دون اوجاع  وتؤدي الى موت الافراد والمجتمعات .

          سبت النور و يوم الارض في فلسطين، حيث الاطفال والنساء والشيوخ والشباب في غزة يتألمون ليل نهار ويجوعون ويتنقلون من مكان الى اخر طوال الليل والنهار، واهالي غزة يدركون انهم موجودون على ارضهم وفي قلوب كل الشعوب التي تحترم حقوق الانسان و ترفض وحشية الابادة الجماعيه والفصل العنصري، التي رفضتها كل القيم السماوية والبشرية والعالم الحر باسره يشارك الشعب الفلسطيني في يوم الارض ٣٠ اذار حيث يقف اطفال غزة على ارضهم وفي مواجهة  الغزاة الذين يجتاحون مدنهم وقراهم ومدارسهم ومستشفياتهم يعتقدون انهم يملكون الحق بالقتل والابادة ولا يعترفون بحق اطفال غزة في الاكل .

            سبت النور ويوم الارض في فلسطين اليوم السبت في ٣٠ اذار، هو يوم عودة الروح الى اهالي غزة الذين جعلوا من الامهم دليل على وجودهم وقوتهم وسلامتهم امام صمت وغيبوبة الآخرين، وهذا يجعلنا نخاف على تلك المجتمعات الساكنه اكثر من خوفنا على اطفال غزة الذين يفترشون العراء ويتألمون من شدة القتل والجوع والمرض والاحقاد، والمجتمعات العالمية القابلة للتحول والتطور هي تلك التي تمتلك نظام مخاطر بالغ الدقة والشفافية والوضوح.

           اليوم سبت النور ويوم الارض في فلسطين، والعالم يتغير بسرعة غير مسبوقة بحيث ان الدول الكبرى تشهد تحولات كثيفة وسريعة، وتلك الدول في المساء لا تشبه ما كانت عليه في الصباح، بحيث اصبح من غير المفيد استخدام ما كان من معايير لان عالم ما بعد الذكاء الصناعي وتطور وسائل الاتصال تحول العالم الكبير الى قرية صغيرة واصبح من المستحيل اخفاء خطايا وارتكابات الغباء الانساني، العالم اليوم يشهد تحولات عميقة تشاركه فيها العديد من دول الناشئة  بكل شجاعة واصرار وتشكل تجربة ثورية غيو مسبوقة في قيادة الدول والمجتمعات .

          اليوم سبت النور ويوم الارض في فلسطين ولبنان غير قادر على مواكبة التحولات الاقليمية والعالمية التي تعالج ازماتها عبر تجديد نظمها ومواثيقها على ايقاعات القتل والدمار في غزة والتي كشفت مدى هشاشة الشعارات  التي اختبأ خلفها النظام الدولي  الذي ابتكره الاقوياء للتحكم بالضعفاء بعد الحروب العالمية، اليوم سبت النور ويوم الارض في فلسطين والعالم بعد غزة ليس كما قبلها، واصبح لا بد من الاعتراف بخطايا العالم بحق الشعب الفلسطيني  على مدى ثمانين عاما وبات من المؤكد ان  بناء النظام العالمي الجديد يجب ان يبدأ من الاعتراف بدولة فلسطين على ارض فلسطين.