بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 آذار 2024 05:38م شكراً جنوب افريقيا والبرازيل وكولومبيا و بوريل

حجم الخط

            رئيس جنوب افريقيا (سيريل رامافوزا) ثم رئيس البرازيل (لولا دي سيلفا) والان رئيس كولومبيا (غوستافو بترو) ومعهم ممثل السياسة الخارجية الاوروبية (جوزيب بوريل) تصدروا معركة الدفاع عن ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي وشرعة حقوق الانسان بعد ان ثبت تورط معظم قادة الدول الكبرى بكل ما نشاهده في غزة نتيجة تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته طوال سبعة وسبعين عاما منذ صدور القرار ١٨١ لعام ٤٧ ثم القرار ١٩٤ لعام ٤٨ والقرار ٢٤٢ لعام ٦٧، ودولة جنوب افريقيا التي عرفت معنى الفصل العنصري بابشع اشكاله واستطاعت ان تتجاوز الاحقاد والرغبة بالانتقام من اجل بناء دولة الشراكة والعدالة والمساواة بقيادة (نلسون مانديلا) الشخصية النموذجية العالمية في الانصاف والمصالحة وتجديد الشراكة الوطنية، ودولة جنوب افريقيا هي التي بادرت بتقديم دعوى الى محكمة العدل الدولية لتدارك عملية الابادة الجامعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني .
            رئيس البرازيل ( لولا دي سيلفا ) المتواضع والحكيم والذي يجسد ارادة الشعب البرازيلي المتجدد وقصة نجاح المصالحة بين الماضي العميق والحاضر المتنوع حيث الديموقراطية تعكس ارادة الشعب البرازيل في اختيار حكامه، والبرازيل هي اول من ساند جنوب افريقيا في محكمة العدل الدولية واول من تجرأ على تسمية حقيقة ما يجري في غزة من عمليات ابادة جماعية وفصل عنصري من دون ان يخشى على مستقبله الانتخابي كما هو حاصل في اعرق الديموقراطيات العالمية حيث يخشى المرشحون للانتخابات الرئاسية من قول الحقيقة خوفا من ادوات التأثير الغير شفافة والغير ديموقراطية.
            مجزرة دوار النابلسي في غزة جعلت الرئيس الكولومبي (غوستافو بترو) يتصدر المشهد الدولي من خلال رفضه الارتكابات الغير انسانية والغير قانونية وما يرافقها من صمت عالمي يعكس عجز الدول الكبرى عن مواجهة تلك المجموعات العنصرية التي تهدد النظام العالمي وبسقوط هيبة الدول الكبرى التي ثبت هشاشة تمسكها بالقيم الانسانية والمواثيق الدولية واعتبارها مجرد اقنعة من اجل حماية مصالحها وجبروتها، والرئيس الكولومبي وقف ليقول كفى استخفافا بمصير البشرية جمعاء من اجل مجموعة رعناء تحاول اسقاط هيبة كل الدول العالمية والاقليمية والمنظمات الدولية الحقوقية والانسانية .
            ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي (جوزيب بوريل) يحاول التعبير بكل وضوح عن رفضه لكل اشكال عدم احترام القانون الدولي وحقوق الانسان ورفض استخدام الجوع والمرض كسلاح غير بشري وغير اخلاقي على الرغم من السياسات المتباينة في مواقف دول الاتحاد الاوروبي التي اعتقد بعض قادتها عبر شعار حق الدفاع عن النفس بانهم قادرون على استيعاب موجة العنف العنصري التي تمارسها مجموعات اليمني الديني والتي تعتقد بانها فوق البشرية جمعاء.
            مجزرة دوار النابلسي في غزة تشكل انعطافة كبيرة وخطيرة في مسار حرب الابادة الجماعية التي تتهدد كل مكونات المنطقة بدون استثناء، ومجزرة دوار النابلسي قد تكون بداية توسع الحرب نحو الاقصى ولبنان ، مما يحتم علينا ان نقول شكراً جنوب افريقيا والبرازيل وكولومبيا وجوزيب بوريل ومظاهرات الملايين في الشوارع والساحات والطيار الاميركي الشجاع.