بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 نيسان 2018 12:15ص عن صلاح سلام الصح في برلمان التصحيح

حجم الخط
أوجبت ظروف شخصية وتأليفية التفرغ إلى حين من أجل الرعاية وإنجاز ما أنا في صدد تأليفه من كُتب وإعداده من دراسات، ولذا غابت مقالتي في «اللواء» صباح كل يوم أربعاء من الأسبوع. لكن حالة إستثنائية أوجبت أن أسجل رأيي فيها وتتمثل في أن «اللواء» وفي شخص زميلنا رئيس التحرير صلاح سلام إرتأت أن يكون لها حضور في البرلمان، وهي خطوة تأخرت ولطالما كان على الزميل الراحل عبد الغني سلام خوض الغمار.
لا يحتاج صلاح سلام إلى أن يعدد في بيان برنامجه الإنتخابي، فصحيفة «اللواء» على مدى ستة وخمسين عاماً سائرة على الصراط الوطني العربي المستقيم لا تمييز عندها بين لبناني ولبناني ما دام هذا اللبناني من الصالحين المؤمنين بالعيش المشترَك وليس فقط التعايش. الكل على صفحاتها حتى في أيام الشدة موضع الإهتمام. وعندما كان سعير المتذهب يتقدم على التعقل، كانت تعالج المنازلات الكلامية والشوارعية بالحكمة والحنكة وبما من شأنه الهداية إلى سواء السبيل.
وفي الصراعات العربية كانت «اللواء» كما يراها «سلام» الغائب عبد الغني و«سلام» الحاضر صلاح، منبر المناداة بالتآلف في الحد الأدنى والوفاق في الحد المأمول ولذا فإنه لا يؤخذ عليها أنها رمت حطباً على نار عربية- عربية إشتعلت، بل إنها طالما كانت تحاول دائماً ومن خلال ما تنشر تؤدي قدْر المستطاع إطفاء حرائق سياسية. وهذا لا يعني أنها محايدة في معركة الحق والباطل، ذلك أنها مع الحق وفي الوقت نفسه تستدرج بالكلام المتأني أطراف الباطل إلى ما يحقق أرضية مشتركة.
ولعل «اللواء» في شخصيْها، عبد الغني ثم صلاح، كانت المتميزة في أنها بقدْر ما تبدي الحرص على بيروت بالقدْر نفسه يأخذ لبنان بكل محافظاته الإهتمام الملحوظ من جانبها. للشمال حصة وللجنوب حصة. وكذلك حصة للبقاع وبعلبك بالذات التي كانت الزيارة البخارية – الشامسية لها لفتة طيِّبة وإن هي تأخرت ويا ليتها تتكرر وتحظى بإهتمام تنموي سعودي – إماراتي بها وهي التي مع سائر بلداتها كانت خارج إهتمام الدولتيْن.. دولة لبنان المرتبكة و«دولة المقاومة» الغافلة عن تنميتها. ومن خلال الملحق المخصص لهذه المحافظات كان البيارتة والجبليون يعرفون الكثير عن أحوال تلك المحافظات التي لا تشعر الدولة بمعاناة أهاليها.
وما أقصده من هذه المقاربة هو أن صلاح سلام عندما يحالفه الفوز بإذن الله فإنه لا يكون ﻟ «بيروت الوطن» وحسب وإنما لكل لبنان كما الصحيفة التي يسهر على أن تكون كما إسمها دائمة الرفرفة على سارية عالية ترصد هموم كل الوطن من الناقورة إلى طرابلس ومن بيروت إلى قلب الوطن.. البقاع المستعاد.
يبقى أن هذا ليس كلاماً إطرائياً وإنما هي كلمة حق يراد بها الحقيقة ولا شيء غيرها عن صلاح سلام الصحافي الذي يليق به أحد مقاعد البرلمان الآتي... المأمول أن يكون برلمان تصحيح ما سبق. والله الهادي إلى سواء السبيل.

«ب . م»