بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 كانون الأول 2023 05:37م لبنان…القرار ١٧٠١ و اتفاق ١٧ ايار

حجم الخط
الخارجية الاميركية اقرت عقوبات على مستوطنين اسرائيليين في الضفة الغربية ويعتبر هذا التطور غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين الطرفين، و الذي يأتي بعد الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الاميركية الى المنطقة والتي كانت بمثابة الاعلان عن بداية نهاية الموقف الاميركي والدولي الذي غطى العدوان الاسرائيلي على غزة تحت شعار الحق في الدفاع عن النفس، والزيارة جاءت بالتزامن مع التحركات الدولية والإقليمية باتجاه المنطقة ومنها القمة الخليجية التركية الاستثنائية وما صدر عنها من مواقف قاطعة وجازمة لجهة وقف اطلاق النار وانهاء حرب الابادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
​زيارة الرئيس الروسي بوتين لكل من الامارات العربية والسعودية كانت بالغة الاهمية وما صدر عنها من مواقف رافضة لاستمرار الحرب على غزة مع نهاية الشهر الثاني من حرب الابادة الجماعية، وكذلك موقف الرئيس الفرنسي ماكرون الذي أوضح بان حق الدفاع عن النفس لا يعني قتل المدنيين الابرياء، ثم كان موقف ممثل السياسية الخارجية الاوروبي الداعم لطلب الامين العام للامم المتحدة من مجلس الامن تفعيل المادة  ٩٩ من ميثاق الامم المتحدة  واعتبار ما يجري في غزة يهدد الامن والسلم الدوليين، بالاضافة الى موقف رئيس الحكومة الاسباني المميز والرافض لاستمرار التمادي في اعطاء تغطية لعملية الابادة التي تمارس بحق النساء والاطفال ومنع كل اسباب الحياة  في غزة.
             وزير الخارجية الصيني كان قد دعا بكلمته في مجلس الامن الى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط، والذي يلاقي دعوة الرئيس المصري السيسي والاجتماع التحضيري في القاهرة بحضور ما يزيد على السبعين دولة، والملفت ايضا هو تحرك فريق نائبة الرئيس الاميركي كاميلا هاريس في عملية اعادة اعمار غزة بعد انتهاء الحرب، وتحركات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون لجهة تأهيل السلطة الفلسطينية لتولي المهام في غزة، وكل هذه التحركات لا تحاكي حقيقة اندفاعة العنف والحرب لدى مكونات الفشل الاسرائيلي وضياعها بين حق الدفاع عن فشل اشخاصها  وفسادهم  وحق الرد على عملية غلاف غزة. 
           بعد انتهاء مهلة الشهرين بدأت التهديدات الاسرائيلية تتعاظم باتجاه لبنان من اجل تمديد حالة الحرب في غزة واعتبار ان العملية العسكرية تحتاج لاشهر وربما لسنوات، فكانت زيارة مدير المخابرات الفرنسي الى بيروت والحديث عن مخاطر توسع الحرب وضرورة التنسيق الدولي لتطبيق القرار ١٧٠١ وانسحاب حزب الله الى ما بعد الليطاني شمالا مما يذكر بادبيات الاجتياح الاسرائيلي وعملية سلامة الجليل عام ١٩٨٢ واحتلال بيروت واستحضار اتفاق ١٧ ايار وتهديدات رئيس الحكومة نتنياهو ووزير دفاعه غالانت من على الحدود الفلسطينية اللبنانية بتدمير بيروت كما دمرت غزة.
            الايام والساعات القادمة شديدة الدقة والغموض وتستدعي الكثير من الريبة والحذر واليقظة  في لبنان الذي يعيش حالة من التحشيش السياسي، بحيث يعتقد كل فريق ان المجازر والاهوال والتحولات الكبرى التي تحدث في المنطقة والعالم كلها تقع من اجل تحقيق مصلحته الضيقة والتافهة، ان تحديات لبنان مع اطروحة تطبيق القرار ١٧٠١ بالغة الخطورة والدقة وتذكر بتداعيات اتفاق ١٧ ايار ١٩٨٣ وانتفاضة ٦ شباط ١٩٨٤ وما رافقها من انهيارات لبنانية  على مدى اربعين عاما وحفظ الله لبنان.