بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 أيلول 2023 05:38م لبنان ... والحوار الوطني المصري

حجم الخط
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعى النخب المصرية والهيئات الفكرية والحزبية والاعلامية والمدنية الى حوار وطني شامل، وتولى تنسيق وادارة الحوار قامات مصرية رفيعة امثال استاذ العلوم السياسية الكبير الدكتور علي الدين هلال والنقيب الاعلامي الاستاذ ضياء رشوان وغيرهم من الخبراء في كافة القطاعات والمجالات السياسية والفكرية والاعلامية والاقتصادية والثقافية، وشكلت هذه المبادرة فرصة استثنائية لاجراء المراجعات والتقييمات والاستشرافات الضرورية واستحداث اليات حوارية مجتمعية تساعد في التعبير عن الهواجس والتطلعات الوطنية المصرية في عالم شديد التحول والسرعة، وكان هناك مطالعات موازية اراد اصحابها تعزيز تجربة الحوار الوطني ومنهم الكاتب والمفكر نبيل عبد الفتاح وآخرين ممن يتطلعون بالكثير من الثقة والامل الى مستقبل جمهورية مصر العربية . 

  الحوار الوطني المصري عملية انسيابية في مقاربة الموضوعات والقضايا التي تعزز عملية التجدد والتماسك المجتمعي المصري والانتظام العام في الدولة الوطنية العميقة وصلابة وثبات الهوية الوطنية الجامعة التي تتقدم عند المصريين على كل ما عداها من هويات متفرعة دينية وقومية وجغرافية ومهنية وغيرها من الهويات المكتسبة الفردية والجماعية، والهوية الوطنية المصرية هي الارض الصلبة التي يقف عليها الجميع بمعزل عن التباين في الاراء والتنوع في الاتجاهات والأهداف  وعلى خلاف مجتمعات النزاع العربي حيث الهويات الهشة والغير نهائية مما يجعل من الحوار الوطني عملية بعيدة المنال حيث تتقدم الهويات الطائفية والقبلية والسلطوية على الهوية الوطنية الجامعة، في حين ان  الحوار الوطني المثمر يحتاج الى ارض صلبة وجذور عميقة  ووضوح في المنطلقات والاهداف المشتركة.  

 الحوار الوطني المصري جاء بعد سنوات من الشروع في عملية تحديث وتطوير كل القطاعات التي تساعد في عملية النهوض الاقتصادي المصري، والتي شملت كافة المرافق والبنى التحتية المصرية من الاسكان والمواصلات والطاقة والتراث والارث الحضاري التاريخي، ولا احد في مصر يناقش اهمية وضرورة كل تلك التجليات النهضوية ومدنها الادارية والإسكانية الجديدة التي جعلت من مصر دولة جاهزة لمواجهة تحديات التطور الاقتصادي والمجتمعي والتي رتبت اعباء موضوعية على الاقتصاد المصري الذي يواجه اليوم ما تواجهه كل الدول الصناعية الكبرى ما بعد ركود سنوات كورونا واثارها على كل الاقتصادات العالمية. 

 العلاقات المصرية اللبنانية عميقة وقديمة من استقدام احجار الغرانيت المصرية لبناء اعمدة هياكل بعلبك ولا يزال نقش كليوباترا في معبد باخوس حيث وقف المبعوث الاميركي هوكشتين الاسبوع الماضي، الى تداخلات الامبراطوريات والدول والممالك التاريخية الى حملة ابراهيم باشا ١٨٣٠ الى اتفاقية لبنان الصغير ١٨٦٠ وارتباطها في افتتاح قناة السويس ١٨٦٩ وهجرة النخب اللبنانية الى مصر من كل الطوائف والعمل في شركة قناة السويس وتأسيس دور الصحف والنشر والمشاركة في النهضة الفنية والثقافية والتنويرية عبر سكة حديد بيروت العريش وموانئ بيروت الاسكندرية و صولا الى محطات كثيرة ومميزة مع عهود مصر الجمهورية ووقوفها الى جانب لبنان الدولة والمجتمع واحترام الخصوصية اللبنانية.

 مصر هي من الدول الخمس مع اميركا والسعودية وقطر وفرنسا المبادرين الى مساعدة اللبنانيين على تجاوز محنتهم السلطوية الرئاسية والحكومية وتداعياتها المالية والاقتصادية والمجتمعية، وذلك نتيجة تحلل وهشاشة الهوية الوطنية اللبنانية امام تحجر الهويات الطائفية والمذهبية المعسكرة وفشل كل دعوات الحوار السلطوية الغير وطنية، مما يحتم ضرورة تكوين نخبة وطنية لبنانية تبادر الى الشروع في حوار وطني حقيقي والاستعانة بخبرات الحوار الوطني المصري.