بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 أيلول 2021 08:06ص (مورفي الثالث) وعودة لبنان إلى لبنان

حجم الخط
جاءت زيارة السيناتور كريس مورفي الثالث ووفد الكونغرس الاميركي الى بيروت في الاول من ايلول بالتزامن مع الذكرى الاولى بعد المئة لإعلان دولة لبنان الكبير، واعلن السيناتور مورفي الثالث من مطار بيروت قبل مغادرته الى اسرائيل انه تبلغ من رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي والرئيس المكلف بان تشكيل الحكومة سيتم خلال يومين، وتأتي زيارة وفد الكونغرس الديموقراطي في اطار التحولات السياسية العميقة التي تشهدها المنطقة بعد الانسحاب الاميركي من افغانستان وبعد زيارة مدير الاستخبارات الاميركية الى بيروت والمنطقة، وجاء اعلان مورفي الثالث بمثابة تأكيد على تجاوز لبنان مرحلة ادارة الرئيس ترامب وتداعياتها الكارثية السياسية والاقتصادية والاجتماعية . 

حرّكت زيارة السيناتور كريس مورفي الثالث ذاكرة اللبنانيين مع دبلوماسية عائلة مورفي الشديدة التقاطع مع التحولات التاريخية في سوريا ولبنان، منذ زيارة المبعوث الاميركي روبيرت د مورفي الاول الى بيروت عام ٥٨ والذي نجح في تنفيذ مبدأ أيزنهاور الاستباقي لأول مرة في مواجهة الشيوعية بعد اعلانه عام ٥٦ على اثر العدوان الثلاثي وانتهاء مرحلة الاستعمار القديم المتمثل بفرنسا وبريطانيا ودخول المنطقة مرحلة الحرب الباردة بين اميركا والاتحاد السوفياتي، حيث نجح مورفي الاول باقناع الرئيس كميل شمعون بالتنحي وانتخاب الرئيس فؤاد شهاب ودخول لبنان مرحلة من التوافق الاستثنائي بين اميركا ودولة الوحدة المصرية السورية وفرنسا بعد انتخاب الرئيس شارك ديغول. 

المبعوث الاميركي ريتشارد مورفي الثاني كانت مهمته عام ٨٨ في نهاية عهد الرئيس امين الجميل عشية الانتخابات الرئاسية وبعد اجتماعه مع الرئيس السوري حافظ الاسد اعلن باختصار (مخايل الضاهر او الفوضى)، ورفضت القوى المعنية نتائج وساطة مورفي الثاني وبادرت الى تشكيل الحكومة العسكرية برئاسة العماد ميشال عون عشية ٢٣ ايلول ٨٨ بحضور الرئيس امين الجميل وسمير جعجع وعدد من الشخصيات المعروفة، ودخلنا في مرحلة الحكومتين وموجات من العنف والفوضى انتهت مع مؤتمر الطائف في العام ٨٩ وتجديد قواعد الانتظام. 

تحدث مورفي الثالث بوضوح تام عن ان الولايات المتحدة هي الداعم المالي الاول للبنان والجيش على وجه الخصوص وان ذلك لا يتعارض مع موقف اميركا الغير مؤيد لدور حزب الله في التركيبة اللبنانية، ووجه دعوة الى الدول العربية بالعودة الى لبنان ودعم اقتصاده ومكوناته وقطاعاته، واكد على تأمين اميركا الوقود والكهرباء والغاز المصري عبر الاردن وسوريا وضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها واهمية وجود حكومة قادرة على ادارة التحولات السياسية والاقتصادية والتفاوض مع الصناديق التمويلية الدولية والعربية . 

شكل نجاح روبرت د مورفي الاول فرصة لاحتواء الانشطار المجتمعي والسياسي نتيجة العنف الطائفي المسلح عام ٥٨ واحترام مواعيد الاستحقاقات الدستورية الرئاسية على مدى ثلاثين عام لغاية ٨٨، ومع فشل مهمة ريتشارد مورفي الثاني دخلت الاستحقاقات الرئاسية في فوضى الاغتيالات والتمديد والتعطيل والشغور حتى ٢٠١٦ اي على مدى اكثر من ثلاثين عام ، والان تأتي زيارة مورفي الثالث على ابواب استحقاقات حكومية ونيابية ورئاسية وفي ظل انهيارات وتداعيات وتحديات بالغة الدقة والمرارة مع حالة من العجز الوطني والحطام السياسي منذ انفجار ٤ اب ، فهل تساعد زيارة مورفي الثالث في عودة لبنان الى لبنان. 



ahmadghoz@hotmail.com