بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تموز 2022 05:24م موقع لبنان وتجاهل الرئيس بايدن

حجم الخط

استخدام السلاح النووي في الحرب العالمية الاوكرانية اصبح الخيار الاسهل بعد ان تجاوزت البشرية اوهام ما بعد ضرب اميركا لهيروشيما و نكازاكي في ٦و٩ اب ١٩٤٥ ودخول الدول الكبرى في سباق تسلح خلال الحرب الباردة بعد ان وضعت خطوط حمراء ممنوع تجاوزها ونقاط ساخنة كانت بمثابة حقول رماية، وكانت بلاد الشام احدى تلك النقاط الساخنة اما استقرار دول الطاقة كان من الخطوط الحمراء، وانتهت الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفياتي وتفكك حلف وارسو ومنظومة اوروبا الشرقية وسقوط جدار برلين في ٩ تشرين الثاني ١٩٨٩.

معظم الدول المنخرطة في النزاع الاوكراني تمتلك السلاح النووي، والملفت هو ان الدول العظمى فضلت تأمين القمح والغذاء والطاقة على استخدام السلاح النووي وتدمير كوكب الارض خلال دقائق معدودات، واختار قادة الدول العظمى سلاح العقوبات وحصر النزاع في نقطة ساخنة وبناء جدار برلين جديد بين شرق اوكرانيا وغرب اوكرانيا والدخول في تنافسية جديدة مع ابتكار مشروع مارشال اميركي غربي لاعادة اعمار اوكرانيا الغربية في مواجهة مشروع مولوتوف الروسي لاعادة بناء اوكرانيا الشرقية تماما كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية .

شهدت الدول الغربية تحولات عميقة نتيجة الحرب الاوكرانية من الانتخابات الفرنسية الى تغيير الاولويات الاميركية لدى الديموقراطيين والجمهوريين لجهة ازمة الطاقة والغلاء واعتماد سياسة الوضوح مع الحلفاء والشركاء الى انضمام دول جديدة الى الناتو والاتحاد الاوروبي الذي يواجه تحديات اقتصادية اجتماعية بموازاة انهيار اليورو وارتفاع نسبة التضخم ومن التحولات والى تخلي حزب المحافظين البريطاني عن الزعامة الرافضة لفكرة الاتحاد الاوروبي والرافضة للمبادرات الالمانية الفرنسية التفاوضية بين اوكرانيا وروسيا عبر (الدبلوماسية المباشرة) وهذا المصطلح سنسمعه كثيرا في السنوات القادمة بعد ان اطلقه وزير خارجية اميركا بعد لقائه الاسبوع الماضي مع وزير خارجية الصين في جزيرة بالي في اطار التحضير لقمة العشرين القادمة واكده الرئيس بايدن لحظة وصوله الى إسرائيل .

عمل الرئيس بايدن في الاسابيع الماضية على لمّ الشمل و تجديد الناتو وقمة السبع والغذاء مع الاعتراف الصريح بالاخطاء الكثيرة التي ارتكبت ما بعد سقوط جدار برلين، ويسعى الرئيس بايدن خلال زيارته الى المنطقة الى اطلاق حقبة جديدة من الدبلوماسية المباشرة ولمّ الشمل والاندماج بعد الاتفاقات الضمنية والسرية بين قوى القرية الكونية ومن سيكون في الحي الشرقي ومن سيكون في الحي الغربي، وتريد اميركا بوضوح ان تكون الدول التي يزورها الرئيس بايدن الان في صلب الحي الغربي لضرورتها الاستراتيجية الغربية.

تزامن وصول الرئيس بايدن الى اسرائيل مع اجتماعات اسطنبول بين روسيا واوكرانيا وتركيا والامم المتحدة، حيث توصلوا الى اتفاق بخصوص تصدير الحبوب الاوكرانية وتلك كانت احدى تجليات الدبلوماسية المباشرة، وفي اليوم التالي لزيارة بايدن الى اسرائيل وقع اعلان القدس مع رئيس الحكومة والذي تضمن التزامات اميركية حيال هواجس إسرائيل ودول المنطقة من الاتفاق النووي، ومع توقيع اعلان القدس ربما تكون الطريق قد اصبحت سالكة لتوقيع الاتفاق النووي مع ايران من جديد وخصوصا ان الرئيس بوتن والرئيس اردوغان يزوران طهران في اطار الدبلوماسية المباشرة وبالتزامن مع وجود الرئيس بايدن في المنطقة وسيكون مستقبل بلاد الشام على طاولة المفاوضات كجزء من الحي الشرقي للقرية الكونية، ولا بد من السؤال اين موقع لبنان في القرية الكونية بعد تجاهل الرئيس بايدن لبنان خلال زيارته الى دول الحي الغربي .

ahmadghoz@hotmail.com