بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 أيلول 2020 12:00ص «أبساد» تساند بترميم البيوت التراثية بعد إنفجار المرفأ

حجم الخط
كانت المرّة الأولى التي أدخل فيها الى هذا البيت الجميل في قريطم، الذي يتحدث عن تاريخ عائلته في عاصمتنا الحبيبة بيروت، مع حديقته المميزة التي نادراً ما نجد بكبرها وجمال أشجارها وزهورها داخل مدينتنا، والذي يحكي الكثير عن صاحبته السيدة ريا تقي الدين الداعوق، التي حافظت على هذا الإرث الهام بتاريخه، كيف لا وهي رئيسة جمعية «تشجيع حماية المناظر والمواقع الطبيعية والأبنية القديمة « – أبساد.

في سؤالي للسيدة ريا عن تاريخ «أبساد»، أجابت بأنّ السيدة إيفون سرسق كوكرن، التي رحلت عنّا بسبب إصابتها بجروح بالغة بعد إنفجار المرفأ بحوالى 3 أسابيع هي من أسّس هذه الجمعية، وكانت تولّت رئاستها منذ 1960 إلى 2002، ومنذ عام 2007 تسلّمت السيدة ريا رئاسة الجمعية حتى يومنا هذا.

شعرتُ بأنّها مستاءة من الوضع مع كل صلابتها، وكان معنا إبنها طلال وعائلته، حيث تعرض بيته في الصيفي لخسائر بليغه وقد بدأ بإعادة ترميمه. 

باشرت جمعية أبساد بعد الإنفجار بالمساعدة من خلال مهندسيها وأعضائها كأمثال المهندس فضل الله داغر الخبير بحفظ التراث، الدكتورة ياسمين معكرون المتخصصة بترميم الآثار، وأربعين مهندسا متطوعا بصورة عفوية بالمساعدة في رفع الأنقاض مع الأهالي، ثم قاموا بمسح 373 منزلا في المنطقة المنكوبة ممّا سمح لمديرية الآثار بتقييم الوضع بشكل أفضل، وكذلك انضم العديد من المهندسين الطلاب لتقييم المناطق المجاورة، وكانت أبساد قدّمت الأمور اللوجستية من مكتبها وموظفيها في الأشرفية للعمل داخله رغم الأضرار الفادحة التي حلّت به بعد الإنفجار حيث لا شبابيك ولا أبواب.

وقد تضامنت أبساد مع «مبادرة بيروت التراثية» التي هي عبارة عن مجموعة جمعيات، وتعاونت مع شركة فرنسية قدّمت لهم 50000 م2 من القرميد، ويعملون الآن على تأمين الخشب والحديد وكافة مواد البناء التي يحتاجون إليها. 

تجدر الإشارة إلى أنّ أرشيف أبساد التراثي كان المساعد الأساسي للمهندسين بترميم البيوت التراثية.

السيدة ريا غاضبة جدا من كل ما حصل لبيروت، وتتهم إسرائيل الداخل وإسرائيل الخارج، وأوضحت أن الحلم كان بلبنان تسود فيه القيم والعدالة، والعمل على حماية تراثه الذي يتحدث عن علاقة الإنسان بهذه الأرض الطاهرة، وحملتني وصيتها للشباب بالإستمرار وعدم ترك البلد رغم كل الصعاب، والإبقاء على الأمل بالنهوض مجددا بلبنان الأخضر.