بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تموز 2020 12:00ص خلاف باسيل كنعان: فتّش عن الرئاسة

باسيل: لو أدت خطة الحكومة إلى انهيار لبنان اقتصادياً، سنعيد بناءه من جديد

حجم الخط
انفجر الخلاف بين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس لجنة المال النيابية إبراهيم كنعان على خلفية تمايز الأخير عن توجه العهد والحكومة في مقاربة حل الأزمة المالية وانحيازه لتوجه رئيس المجلس النيابي نبيه برّي في أخذ المبادرة وإعادة صياغة خطة الانقاذ الحكومية بقالب جديد، يوحد بين وجهات نظر وارقام ورؤى الحكومة والمصرف المركزي وجمعية المصارف بموقف موحد يؤمل منه ان يسرع في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، الأمر الذي اعتبره باسيل ضمناً بأنه يتعارض مع الخطة الحكومية ويضع العصي في دواليب العهد ويعيق انطلاقته، وبكلام آخر صنّف كنعان بأنه أصبح يغرد خارج صفوف التيار ويحضّر نفسه لاصطفاف سياسي في جهة أخرى.

قبل تفاعل الخلاف على هذا النحو بين الرفيقين البارزين داخل التيار العوني، كان باسيل يوجه انتقادات ضمنية وعلنية امام بعض الكوادر، وفي الحلقات الضيقة للظهور الإعلامي المتواصل لكنعان في كل مناسبة، أكانت كبيرة أم صغيرة، وينعت تصرفاته بحب الظهور الذي لا يتوقف إلى ان زاد بالطيب بلّة الاندفاع المتنامي لكنعان في تلقف مبادرة برّي بتحويل خطة الانقاذ الحكومية إلى لجنة تقصي الحقائق النيابية التي تولي كنعان الاشراف على جلساتها المتعددة وحفلت بجوانب منها في تسديد انتقادات نيابية لاذعة لأداء معظم الفريق الرئاسي الاستشاري، ما أدى إلى استقالة بعضهم واعتكاف البعض الآخر عن الاستمرار بالمشاركة، الأمر الذي زاد من غضب باسيل وصب في خانة توسعة شقة الخلاف بينهما، سرعان ما تحول الأمر إلى توجيه اتهامات وانتقادات حادّة من قبل معزوفة التيار على وسائل التواصل الاجتماعي بإيعاز غير معلن من رئيسه، ما استدعى حصول اتصال هاتفي بينهما، وجرت مكاشفة صريحة وصاخبة في اجتماع عقد بينهما مؤخراً بمركز التيار في ميرنا الشالوحي، تخلله الغوص في الأسباب التي تدفع كنعان إلى تأييد خيار الجمع بين خطة الحكومة والتوفيق بين توجهات ورؤى الطرفين الآخرين، المصرف المركزي وجمعية المصارف وتمسكه بهذا الخيار بالرغم من كل الانتقادات والاتهامات التي توجه إليه، لأنه باعتقاده الخيار الوحيد والممكن اللجوء إليه في هذه الظروف الصعبة والمعقدة التي تحيط بلبنان لتسهيل حصول اتفاق مع الصندوق وعقد اتفاق معه لحصول البلد على الأموال التي تساهم في تفريج الوضع وحل الأزمة المالية وبالسرعة المطلوبة.

وبحسب ما نقل مقربون من «التيار الوطني الحر» فإن كنعان اعتبر خلال اللقاء انه لا يجوز ان ينتقل تمايزه عن تحديد مقاربة جديدة لحل الأزمة بالتهجم عليه على هذا النحو، ومشدداً على انه ينطلق بمقاربته وممارسته من دواع وقناعات وطنية مسؤولة وحرصاً على إنقاذ لبنان من «الانهيار الوشيك الذي يلوح بالافق ما دامت المعالجات المطروحة قاصرة عن حل الأزمة، ومؤكداً ان لا دوافع سياسية أو شخصية وراء ذلك، وفي النهاية فإن المساعدة في حل الأزمة يصب في مساعدة العهد ورئيس الجمهورية في تجاوز المطبات والانطلاق قدماً في مسيرة إنقاذ البلد وليس ضده إطلاقاً.

ويتابع هؤلاء المقرّبون ان باسيل لم يقتنع بشروحات كنعان واصر على ان ما يقوم به يتعارض مع سياسة وتوجهات الخط العام للتيار الوطني الذي يمثله رئيس الجمهورية ويضرب تماماً الأفكار والرؤى التي تضمنتها خطة الحكومة الإنقاذية ومشككاً بنوايا واهداف تحرك المجلس النيابي بخصوص قطع الطريق على هذه الخطة، مشدداً على ان التبرير المعلن لتفادي الانهيار ليس مقنعاً، لأنه ولو حصل هذا الانهيار وقد يحصل فإننا سنعيد بناء الاقتصاد الوطني على أسس جديدة ولو تتطلب الأمر تضحيات جديدة من اللبنانيين لأنه ليس مقبولاً الاستمرار بهكذا تركيبة اقتصادية غير منتجة ساهمت بالوصول إلى الوضع الحالي والأزمة الصعبة.

وإزاء احتدام الجدل والنقاش الحاد، ينقل هؤلاء المقرّبون ان كنعان أكّد تمسكه بوجهة نظره التي تصب في مصلحة لبنان، ولافتاً كذلك انه مصّر على التمسك بالنظام الاقتصادي الحر الذي يعتمده لبنان منذ نشوئه ويؤيده معظم اللبنانيين وكان السبب في نهضة الوطن على مر السنين وليس من المفيد اطلاقاً العبث أو ضرب هذا النظام من خلال بعض ما ورد في خطة الحكومة أو الترويج لافكار من هنا أو هناك لاعتماد صيغة مغايرة أو موجهة للاقتصاد كما يطالب البعض بذلك لحسابات سياسية ضيقة، لأن بذلك نهاية لموقع وطبيعة لبنان، وموجهاً النصح بأن من مصلحة لبنان واللبنانيين إقامة علاقات متوازنة مع كل الدول بالعالم وليس الانحياز مع دول ضد الأخرى لأن ذلك يضرّ بمصلحة لبنان ككل.

وانتهى اللقاء بين الرجلين بتفاهم الحد الأدنى على تجنّب تفعيل الخلاف ووقف كل حملات التهجم الإعلامي وتوجيه الاتهامات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في حين أبلغ كنعان باسيل انه بصدد زيارة رئيس الجمهورية والحكومة لوضعهما في أجواء ما يقوم به، وهذا ما قام به لاحقاً مركزاً في لقائه مع عون على ان خيار الاتفاق مع صندوق النقد هو الأمثل حالياً، وهذا يصب في خانة دعم ومساعدة العهد لتخطي الأزمة وليس ضده كما يحاول البعض تسويقه، باعتبار انه ومع ان تفهم دوافع كنعان بعدما شدّد الأخير علىان ما يقوم به يصب في خانة دعم العهد ومساعدته لمواجهة الأزمة وكل ما يقال خلاف ذلك ليس صحيحاً على الإطلاق، باعتبار ان تسريع الاتفاق مع صندوق النقد يؤدي إلى حصول لبنان على الأموال الضرورية لتسهيل حل الأزمة، تمنى عليه رئيس الجمهورية تكثيف التشاور والتنسيق مع باسيل بهذا الخصوص، وتفادي حدوث أي تشنج أو تباين بينهما.

ولكن بالرغم من كل الاتصالات والجهود التي بذلت، عادت أجواء التشنج بين الطرفين لتأخذ مكانها وحملات الاتهام تملأ مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ناشطي التيار، ما يعني ان الخلاف بين الرجلين يتخطى تمايزهما عن مقاربة الخطة الإنقاذية للحكومة، إلى أبعد من ذلك، وقد يكون على زعامة التيار لاحقاً أو إلى ما هنالك من استحقاقات نيابية وحتى رئاسية مقبلة.


أخبار ذات صلة