لا تزال قضية كسر العرف ضمن نقابة المحامين طرابلس تتفاعل فصولا وتثير ردود فعل عارمة سيما في صفوف رجال الدين الذين عقدوا العزم على تخصيص خطبة الجمعة لتناول هذه المسألة والتي تمس العيش المشترك في المدينة.
فما حصل في إنتخابات نقابة المحامين والتي جرت يوم الأحد الماضي وأسفرت عن فوز النقيبة ماري تريز القوال وعضوين مسيحيين وعضو مسلم في حين أن العرف ينص على وصول عضوين مسلمين وآخر مسيحي في هذه الدورة لكن فوز المرشح الى مركز النقيب بطرس فضول حال دون ذلك، وكان من المتوقع كما كان سائدا طيلة السنوات الماضية أن يقدم المحامي فضول استقالته افساحا بالمجال أمام وصول المحامي الرديف منير الحسيني لكن الأمر لم يحصل مما أثار لغطا كبيرا وحالة من الغضب العارم في صفوف المحامين داخل وخارج نقابتهم.
مصدر مطلع يشير الى إنه كان من الضروري على الوزير الجسر الطلب الى المحامي فضول تقديم استقالته فور الإعلان عن النتيجة وهذا لم يحصل، في حين يؤكد مصدر آخر على أنه لا علاقة للوزير الجسر بالأمر.
جملة تساؤلات تطرح في انتخابات نقابة المحامين والتحالفات التي جرت فيها بدءا من دعم الوزير الجسر للمرشح بطرس فضول مقابل دعم تيار المستقبل للنقيبة القوال، تماما كما النقيب المراد الذي وقف في وجه تياره!!!! فما الذي يجري داخل تيار المستقبل ؟؟؟ وأي صورة ستنقلها انتخابات نقابة المحامين للانتخابات النيابية المقبلة؟؟؟ وهل فعلا لا يمكن للوزير الجسر والذي قاد منذ اللحظة الأولى وبنفسه وحتى قبل يومين من الانتخابات الحملة الانتخابية للمحامي فضول وطلب من الزملاء انتخابه أن لا ينجح في اقناع المحامي فضول بالاستقالة احتراما للعرف؟؟؟؟
وهل إن التيار الوطني الحر الداعم للمحامي فضول سيسمح باستقالته وهو بأمس الحاجة اليوم الى مركز جديد يؤهله الحصول على صوتين داخل مجلس النقابة ؟؟؟
قضية قد لا تنتهي كما يراد، بيد إنها أثارت الكثير من ردود الفعل والتي في حال تقديم فضول لاستقالته فإن الخطوة تأتي متأخرة، وتأثيرها بدا واضحا من خلال مقاطعة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام إضافة الى الحقوقيين الاسلاميين المشاركة في حفل التهنئة الذي أقامته النقابة، والمحامون الذين دانوا بشدة محاولة كسر العرف ليس ممن هم خارج المدينة بل حتى من أبنائها الذين يدركون واقعها حق دراية .