بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آب 2021 07:07ص إنجاز صامت لوزير التربية..!

حجم الخط
في خضم موجات العجز والضياع التي أغرقت الحكم كله، وليس الحكومة فقط، يبرز فجأة إنجاز صامت، ويكاد يكون يتيماً، رغم أهميته في إجراء الإمتحانات الرسمية في مواعيدها، والتي حصلت بسلاسة وإنتظام لافتيْن.

وزير التربية طارق مجذوب ربح معركة الإمتحانات، رغم أنه بقي وحيداً في الساحة، يواجه شتى أنواع الضغوط السياسية والحزبية، والتي وصلت إلى الشارع، حيث تظاهر معارضو الإمتحانات، وحاصروا مبنى الوزارة بدخان الدواليب المحترقة، ورددوا الهتافات التي لا يليق صدورها عن طلاب العلم وشباب الغد.

خُيّل لكثيرين أن الوزير العنيد سيخسر المعركة مع المنظومة السياسية، التي لم تعدم وسيلة لإستبدال الإمتحانات بإفادات مدرسية، تتحوّل بسهولة إلى رشوات إنتخابية للأحزاب والسياسيين عشية الإستحقاق النيابي، في أيار المقبل. ولكن شجاعة الوزير وإصراره على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة التعليم ومستواه المميز، وبإدارته «الأذن الطرشاء» للمراجعات والتدخلات السياسية، إستطاع أن يحفظ جهود وتضحيات العاملين في قطاع التربية والتعليم، ويُبعد شبح الإنهيار عن هذا القطاع، بعدما اجتاحت الإنهيارات معظم القطاعات الأخرى.

العودة إلى «تخريجة» الإفادات بدل الامتحانات، تعني إعادة عقارب الساعة إلى سنوات الحرب البغيضة، التي إزدهرت خلالها «تجارة الإفادات»، بحجة عدم إمكانية إجراء الإمتحانات الرسمية بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة التي كانت سائدة في تلك الفترة، الأمر الذي كان في صلب العوامل التي أدت إلى تدني المستوى التعليمي، وتراجع مستوى الطلاب العلمي والثقافي، بعدما تم إعتماد الإفادات، الصورية غالباً، والمزورة في معظم الأحيان، والتي تدخلت الأحزاب والميليشيات في إصدارها لمصلحة محازبيها.

من نكد الدنيا على اللبنانيين أن طارق مجذوب هو وزير التربية، وليس وزيراً للطاقة والكهرباء مثلاً، لإنقاذ الوطن من العتمة التي تلف مناطقه ومدنه وقراه، في زمن الفساد والظلام!