بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 آب 2021 12:02ص الأشخاص إلى زوال والأوطان هي الباقية..

حجم الخط
الناس الغلابى حاولوا التحرر من إحباطاتهم، ليصدقوا الوعود العرقوبية وآخرها، أن لقاء أمس الخميس بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سيكون حاسماً: إما التوصل إلى توافق على الصيغة الحكومية، أو الإعتذار، لأن مهلة التأليف غير مفتوحة بلا سقف و«ليعلم من يحب أن يعلم».

 وراجت التكهنات بأن بعد ذكرى ٤ آب لن يكون مثل ما قبله، لأن أهل الحكم «سيحسّون على دمهم البارد»، ويتحركون للإسراع في الولادة الحكومية، بالتزامن مع إنعقاد المؤتمر الدولي في باريس لتقديم الدعم للشعب اللبناني بعد إنفجار مرفأ بيروت الزلزالي.

ولكن سرعان ما دحضت الوقائع كل التوقعات، وتبين أن لا وجود لكلمة اعتذار في قاموس الرئيس المكلف، وأن رئيس الجمهورية ما يزال على تمسكه بالداخلية والعدلية، إلى جانب الثلث المعطل، وأن مناشدات الدول الصديقة ذهبت أدراج الرياح، كما جرت العادة طوال سنة بحالها، وأن الدولار مستمر في التراقص إرتفاعاً، ليضاعف معاناة الأسعار والمحروقات والكهرباء والمياه تعقيداً.

التظاهرة المليونية التي أحاطت بالمرفأ المنكوب أول أمس، والخطاب الوطني للبطريرك الراعي على أنقاض المرفأ المدمر، وصرخات أطفال الشهداء والضحايا، ودموع الأمهات والأرامل التي سالت أنهاراً منذ يوم الكارثة المشؤومة، كلها لم تنفع في تحريك وطنية أهل الحكم، أو على الأقل، في تسخين مشاعرهم الإنسانية، ودفعهم للعمل الجاد، وإتخاذ الخطوات الكفيلة لتظهير مراسيم حكومة تستطيع إخراج البلد من دوامة التخبط في الإنهيارات والأزمات التي تهدد وجوده، ومصير الملايين من هذا الشعب المقهور.

لم تعد مسألة مطالب محقة أو غير محقة، بقدر ما أصبحت مشكلة عناد أمسى أصحابها أسيري مواقفهم، بعدما بالغوا في مناوراتهم، وأُحرِجوا أمام ناسهم، بعدما أمعنوا في إطلاق المزايدات الطائفية البغيضة، وهتكوا أجواء التوافق الوطني، وأخلّوا بتوازنات المعادلة الداخلية الدقيقة.

ويبدو أن حكام آخر الزمان نسُوا أن الأشخاص إلى زوال، وأن الأوطان هي الباقية والخالدة!