بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 حزيران 2021 08:02ص التقارب الفرنسي الأميركي:بارقة أمل ...؟

حجم الخط
دعوة الفاتيكان للمجتمع الدولي بمساعدة لبنان، في الوقت الذي كان فيه الملف اللبناني على طاولة المفاوضات الفرنسية الأميركية في باريس، حدثان إخترقا مناخات اليأس والإحباط المسيطرة على الأجواء اللبنانية، في دوامة الإخفاقات المتزايدة للسلطة الفاشلة في التصدي للإنهيارات المتلاحقة.

 المهم في ما يجري في الفاتيكان وباريس، هذا الإجماع الدولي على إدانة المنظومة الحاكمة بالفساد والفشل، وعدم المسؤولية في إدارة دفة الحكم، وعجزها عن تشكيل حكومة قادرة على إخراج البلد من النفق الحالي، ووضع الدولة على سكة الإنقاذ والإصلاح.

 لا معلومات دقيقة حتى الآن عن الخطوات التي ستتخذها كل من واشنطن وباريس والفاتيكان لمساعدة البلد المنكوب بسلطته وحكامه وسياسييه. ولكن التقارب الفرنسي  الأميركي المدعوم من الفاتيكان، والذي لم يكن متوافراً في إدارة الرئيس الأميركي السابق رونالد ترامب، من شأنه أن يُسرّع إجراءات التعاطي الإنقاذي مع الوضع اللبناني، عبر ممارسة الضغوطات اللازمة على المعرقلين للولادة الحكومية، كما ذكر كل من الوزير الفرنسي لودريان وزميله الأميركي بلينكن، في مؤتمرهما الصحفي المشترك، ووفق ما بحثه الأخير مع الرئيس الفرنسي ماكرون في الأليزيه.

 بارقة الأمل التي ظهرت في الفاتيكان وباريس أمس، أكدت مرة أخرى أن لبنان ليس متروكاً لقدره مع هذه المنظومة الفاشلة والفاسدة، وأن الإهتمام الدولي، وحرص الأشقاء والأصدقاء على إنقاذ الشعب اللبناني من مهاوي الإنحدارات المتعاقبة، يبدوان أكثر حماساً من اداء المسؤولين اللبنانيين الغارقين في الكيديات السياسية والمناكفات الشخصية، واللاهثين وراء الصفقات والسمسرات حتى الرمق الأخير.

 لقد راهن جهابذة السياسة المحليين على التباعد الذي كان حاصلاً بين باريس وواشنطن في مرحلة طرح مبادرة ماكرون لتأليف «حكومة مهمة» من إختصاصيين، تكون قادرة على إتخاذ القرارات الإصلاحية، وتطلق الورشة الإصلاحية الضرورية، فكان أن إنقلبوا على إتفاق قصر الصنوبر مع الرئيس الفرنسي، وأمعنوا في إغراق البلاد والعباد في مزيد من أزمات الذل والقهر.

 فهل تفلت المنظومة الحاكمة هذه المرة من العقاب؟