بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 تشرين الأول 2017 12:47ص باسيل اعترف بالإحباط ولا سبيل لإنكاره..!

حجم الخط
يبدو أن حديث الإحباط السني لم يعد مقتصراً على أبناء الطائفة السنية فقط ، بل وصلت تردداته إلى مجتمعات الطوائف الأخرى، وإن كان في الطائفة مَن لم يشعر بعد أن ثمة إحباطاً متعاظماً في الأوساط السنية!
كلام الوزير جبران باسيل بأنه لن يسمح للإحباط بأن يصل إلى الطائفة السنية، يعني اعترافاً غير مباشر، برفض شريحة كبيرة من اللبنانيين، لأساليب الهيمنة والتسلط على القرار، على دور وحصة طائفة كبرى ومؤسِسة للكيان اللبناني، رغم كل ما قدمته قيادة هذه الطائفة من تضحيات وتنازلات، لإنقاذ البلد من الوقوع في محظور التشرذم والانهيار.
من المفترض أن حديث الوزير جبران باسيل عن الإحباط ينبع من مرارة التجربة التي عاشتها الطوائف المسيحية، لا سيما الطائفة المارونية، طوال فترة الوجود السوري في مرحلة ما بعد الحرب، وحتى عشية استشهاد الرئيس رفيق الحريري.
ورئيس التيار الوطني الحر يُدرك أكثر من غيره، أن الكلام عن الإحباط السني، يعني بشكل واضح أن ثمة خللاً في المعادلة الوطنية، التغاضي عن معالجته سيؤدي إلى تداعيات سلبية كبيرة على العهد، لن تنفع معها مقولة «الرئيس القوي» في الحد من خسائرها.
وكما كانت الطائفة المارونية تشعر بالاستهداف والتهميش في الفترة السورية، فإن شعوراً مماثلاً يسود الطائفة السنية، في مختلف مناطق تواجدها، من بيروت إلى طرابلس وعكار ومختلف مناطق الشمال، إلى صيدا وإقليم الخروب والبقاع الغربي، وصولاً إلى شبعا وقرى العرقوب الحدودية.
وأصبح معروفاً أن أهم أسباب هذه الحالة غير المسبوقة لدى السنّة، هو التراجع المستمر بدورهم الوطني على مستوى إدارة شؤون الدولة والحياة السياسية، لأن بعض الشركاء في السلطة فهموا مقدرات سعد الحريري وتنازلاته، بأنها ضعف، وليس اعتدالاً وحرصاً على إنقاذ الصيغة، وتجنباً لسقوط الجمهورية على رؤوس الجميع.
جبران باسيل اعترف بوجود الإحباط... ولم يعد باستطاعة أحد تجاهله أو حتى إنكاره!