بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تشرين الثاني 2023 12:01ص تغطية العجوز الأميركي والتواطؤ الأوروبي..

حجم الخط
لا ضرورة للحديث عن القرارات الدولية، ولا أهمية لوجود المنظمات الأممية، بل ولا جدوى من التذكير بإتفاقيات جنيف، وشرعة حقوق الإنسان، التي سقطت كلها تحت أنقاض آلاف المنازل المدمرة، والتي غرقت كلها، مع حضارات الغرب المزيفة، ونفاقه في التغني بحريات الشعوب، في بحيرات دم أطفال ونساء وشيوخ غزة. 
هذا القصف الإسرائيلي الوحشي والمستمر على مدار الساعة، ضد المدنيين العزَّل في غزة، لم يعد مجرد جريمة ضد الإنسانية وحسب، بل تحول إلى مسلسل من الجرائم الهمجية وغير الإنسانية ضد شعب يتعرض لحرب إبادة، هي الأكثر إجرامية في تاريخ الحروب التي عرفتها البشرية في قرون التقدم والتنوير.
 الحكومة الأميركية، التي تُنصّب نفسها زعيمة العالم الحر، لا تتورع عن التصريح علناً، وعلى لسان وزير خارجيتها بلينكن، وبحضور مجموعة من وزراء الخارجية العرب، عن إعلان معارضتها لوقف النار، وإيقاف المجازر اليومية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، بحجة أن حماس تستفيد من الهدنة الإنسانية لتعزيز صفوفها، وإعادة تنظيم بنيتها العسكرية .. كذا! 
في حين كان الأولى بالوزير الأميركي المتشاطر على شعب غزة، أن يعترف بفشل حكومة نتانياهو في تحقيق أهداف عدوانها ، بعد مرور قرابة شهر على بدء الغارات الجوية اليومية على أحياء ومخيمات غزة،  دون أن تؤثر على جهوزية حماس والفصائل الفلسطينية العسكرية، حيث مازالت صواريخ القسام وسرايا القدس تصل إلى قلب تل أبيب، وتثير الذعر في العديد من المستوطنات الصهيونية. 
الصمت الأوروبي المريب على المجازر اليومية في غزة، يُجسّد في الواقع حجم التواطؤ الأميركي والأوروبي في تغطية الإعتداءات الوحشية الإسرائيلية على المناطق والأحياء المدنية، والتي أدت ألى سقوط الضحايا بعشرات الآلاف، بين قتيل وجريح، ومعظمهم من الأطفال والنساء. ويضاف لها جرائم قصف المستشفيات التي تغص بالجرحى، والحؤول دون وصول الوقود لها، لتمكينها من الإستمرار في عملها الإنساني.
فكان أن توقف معظمها عن الخدمة، دون أن يرف جفن لوزير صحة أوروبي أو أميركي، ودون أن تتحرك المنظمات الدولية أو الأهلية المعنية، لترفع الصوت عالياً ضد هذا التواطؤ الأميركي والأوروبي المُشين مع دولة العدوان الصهيوني. 
التاريخ لن يرحم تغطية عجوز البيت الأبيض لجرائم الحرب البشعة في غزة، والشعوب الأوروبية لن تتساهل مع تواطؤ حكوماتها وسكوتها عن العقاب الجماعي الذي يتعرض له شعب بكامله في القطاع المنكوب. 

د. فاديا كيروز