بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تموز 2021 08:16ص تقاسموا قالب الحلوى ولم يخبزوا أكبر منه !!

حجم الخط
يوماً بعد يوم تزداد قناعة الدول الشقيقة والصديقة بفساد الطبقة الحاكمة وعجزها عن مواجهة التحديات الناتجة عن الإنهيارات المتتالية، وتشتد لهجة الإدانة الدولية لسياسات التناحر والكيدية السائدة بين الأطراف السياسية.

 بعد التصريحات الفرنسية المتكررة عن إتهام المنظومة الحاكمة بأبشع صفات الفشل والفساد، وخيانة المسؤولية الوطنية المنوطة بهم، جاءت كلمات البابا فرنسيس في «يوم التفكير والصلاة من أجل لبنان» لتوسم الطبقة السياسية بالفساد والعمل من أجل مصالحها الشخصية والحزبية، على حساب مصلحة الوطن وشقاء الشعب اللبناني، داعياً الجميع للعمل من أجل الحفاط على دور «الوطن الرسالة»، وصون وحدة الأرض والشعب.

 إدانة أخرى لهذه الطبقة السياسية، أعلنها أمس رئيس البعثة الديبلوماسية البريطانية د.مارتن لنغدن، عشية مغادرته بيروت لإنتهاء مهمته في لبنان.

 كتب الديبلوماسي الإنكليزي المرموق رسالته بأسلوب ينضح بالمرارة للواقع المحزن الذي وصل إليه لبنان مع هذا الطقم الحاكم، والذي جمع بين الفساد والعجز والفشل، وأوصل بلد الأرز إلى هذا الإنهيار.

 ينعت الوضع السياسي بأقسى الأوصاف ويقول بالحرف: في قلب لبنان شيء عفن. ففشل سوق أي كان للمحاسبة وتحميله مسؤولية الإنفجار الكارثي للمرفأ الصيف الماضي هو أكثر الأمثلة الدراماتيكية للدناءة وعدم المسؤولية التي تتميز بها الحياة السياسية اللبنانية. مؤسسات الدولة في حالة خراب،.. وتزداد النخبة غنى في حين يدفع الشعب في الخسارة عند كل منعطف.

 ولا يفوت الديبلوماسي البريطاني أن يُحمّل المحاصصة مسؤولية الإفلاس، ويتهم بالفم المليان السياسيين بالفساد: لقد صبّت النخبة السياسية تركيزها على تقاسم قالب الحلوى ولم يأخذوا بعين الإعتبار يوماً أن يخبزوا بدله قالباً أكبر.

 وتخاله يتحدث مثل كل لبناني، عندما يعترف أن كل مناقشاته ونصائح حكومته، وغيرها من الدول الأصدقاء للبنان الآخرين، وصلت إلى آذان صماء عند أهل الحكم!

 رسالة لنغدن تجسد خيبات الأمل الدولية من عقم الإدارة السياسية وفسادها، ولكنه يتمسك بمراهنته على التغيير الذي سيحصل يوماً عبر أجيال الشباب، «حيث يهب جيل جديد لإنقاذ جيل قديم»!