بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 كانون الثاني 2024 12:04ص تنمية الرجولة.. همّ صيني جديد!

حجم الخط
لا تداعيات تراجع نمو الإقتصاد الوطني، ولا تحديات المنافسة مع الولايات المتحدة الأميركية، ولا أخطار المواجهات العسكرية مع تايوان من جهة، واليابان من جهة ثانية، شغلت الدولة الصينية عن ظاهرة إجتماعية، بدأت تتحول إلى مشكلة وطنية، بعد تراجع التعداد السكاني، وإنتشار الممارسات الغربية بين الشباب، مع كل ما تحمله من ميوعة وشواذات، أدت إلى ما يسميه علماء الإجتماع الصينيين «تراجع الرجولة عند الأجيال الشابة». 
لم تتردد القيادة الحديدية في بكين، كما يحصل عندنا وفي البلدان الغربية، في إتخاذ الخطوات الفورية لمعالجة هذه الظاهرة، قبل أن تتفاقم وتضرب المجتمع الشبابي. 
وسرعان ما صدر قرار مركزي يقضي بوضع خطط «لتنمية الرجولة» عند الأطفال، بواسطة دروس نظرية، وخطوات عملية. حيث تم إعداد برامج منهجية في المدارس تبدأ من روضة الأطفال إلى المرحلة الثانوية، تتضمن إجراءات جذرية، منها على سبيل المثال:
 زيادة تعيين المعلمين الرجال في المدارس، وكذلك المدربين في الصالات الرياضية، بعدما تبين من خلال دراسات متعددة، أن المعلمات يساعدن على إنتشار الخنوثة بين الأطفال، ويصبحون خجولين وربما شاذين. 
 تشجيع الطلاب على ممارسة الرياضات العضلية الخشنة. 
 الإبتعاد عن الألعاب الألكترونية.
 التصدي لتأثير مشاهير الأنترنيت الشواذ على قيم المراهقين. 
تم الإسراع بتنفيذ هذه الخطط، بعد ظهور تحذيرات من علماء إجتماع صينيين،شددوا على أن «الأمة الصينية تعاني من أزمة رجولة وأزمة وطنية». 
طبعاً أثارت الخطط المستحدثة نقاشاً واسعاً حول ماهية الأدوار والوظائف بين الجنسين، وإحتمالات الإنزلاق إلى التفريق بين الذكور والإناث، وترجيح كفة الطرف الأول على الثاني، ونسف مبدأ المساواة بين المرأة والرجل. ولكن الحكومة الصينية حسمت الجدال معتبرة أن الأمر يُعتبر «أمناً وطنياً»، وأن تأنيث الأولاد الصينيين يهدد بقاء الصين وتنميتها المستقبلية، ولذلك فلا تراجع عن خطط «تنمية الرجولة» للأجيال الصاعدة. 
وترافقت هذه الخطط مع قرارات لإلغاء نظام تحديد النسل بطفل واحد لكل عائلة، المعتمد منذ قيام النظام الشيوعي في الصين، وإعتماد عدة حوافز  لتشجيع الشباب على الزواج، وإنجاب أكثر من ولد واحد.
إنه همّ صيني جديد..، ولكن ماذا يجري في المجتمعات الغربية من إنتشار سرطان المثلية، وكل ظواهر الإنحلال بين الأجيال الشابة؟
 وأين نحن في لبنان من حرص الدولة على سلامة الأمن الوطني، وحماية الشباب من موبقات الأنترنيت التي تنشر الرذيلة وتروّج لكل أنواع الفساد الأخلاقي؟

د. فاديا كيروز