بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 كانون الأول 2017 12:16ص تهديد صاروخي لأمن المنطقة ..

حجم الخط
الصاروخ الحوثي على الرياض لا يستهدف أمن العاصمة السعودية، وحياة المواطنين والمقيمين الآمنين وحسب، بل يهدّد الأمن والإستقرار في منطقة تغلي بالصراعات والفتن، وتضع السلام في الأقليم كله على حافة حرب شاملة.
لم تعد هوية الصاروخ ومصدره هي المشكلة، بقدر ما أصبح التدخل الإيراني في اليمن سافراً، ويشكل عصب الحرب التي دمّرت بلداً عربياً، كان حتى الأمس القريب من أكثر دول المنطقة استقراراً، رغم حالة التخلف والفقر التي تلف حياة الشعب اليمني.
والمتتبع ليوميات الحرب اليمنية يدرك جيداً، أهمية القرار الإستراتيجي الذي اتخذته السعودية، في التصدي مباشرة للخطر الإيراني الذي وصل الى حدودها، إثر الإنقلاب الذي قام به الحوثيون وإستيلائهم على السلطة في صنعاء بالقوة، ومطاردتهم لرموز الشرعية، من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء إلى كبار المسؤولين اليمنيين.
ورغم كل الجهود والمساعي التي بذلتها القيادة السعودية لتجنيب اليمن خطر الإنزلاق الى حرب داخلية، تلك الجهود التي توجت الحوار بين الأطراف اليمنية باتفاق وطني شامل، وضع اسس اعادة هيكلة تركيبة السلطة، وضمان مشاركة كل المكونات اليمنية، بمن فيهم الحوثيون، فقد نكص الحوثيون بموافقتهم على الاتفاق الوطني، ونفذوا الإنقلاب المشؤوم الذي اشعل نار الحرب الحالية.
حاولت السعودية، وفي سياق تحرك خليجي ودولي، إطفاء بركان الحرب، وتطويق تداعياته، ولكن المحاولات الجديدة قوبلت برفض ايراني وحوثي، انكشفت تفاصيله في المفاو ضات التيي قادها المبعوث الاممي بين ممثلي الشرعية والحوثيين في الكويت، وأجهضتها المناورات الحوثية، حيث كان وفدهم يماطل في تحديد مواقفه من بنود جدول المفاوضات حيناً، ويتنكر في اليوم التالي لما يتم الاتفاق عليه في اليوم السابق احياناً كثيرة.
ان تكرار قصف الرياض بالصواريخ البالستية، الإيرانية المصدر، يؤكد عدوانية الحوثيين المدعومين من إيران، ضد السعودية وأمنها الوطني، ويعطي شرعية مضاعفة للتحالف الذي تقوده الرياض، للتصدي للخطر الحوثي الإيراني، واتخاذ ما تراه مناسباً للدفاع عن حدودها وحماية سلامة مواطنيها، في ظل هذا العجز الدولي عن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالأزمة اليمنية .