بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آب 2019 12:14ص زمن المصائب في دولة العجائب!

حجم الخط
تصدي الجيش لطائرات الإستطلاع الإسرائيلية محاولة تستحق التقدير لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، في دولة أختلطت فيها المفاهيم، وأضاعت بضعفها المعايير، وهددت بتخاذلها المصير.

 مناقبية جيشنا الوطني، وكفاءات الضباط والجنود، والقدرات المتطورة على إستيعاب أحدث التكنولوجيات العسكرية، هي موضع ثناء وإهتمام الخبراء العسكريين الأجانب، وخاصة الأميركيين والأوروبيين، الذين يزودون المؤسسة العسكرية بالسلاح والعتاد، وحيث يتابع العشرات من الضباط دورات تدريبية عالية المستوى في تلك البلدان، ويحققون فيها نجاحات مميزة.

 هذه المزايا الفريدة للجيش اللبناني لم تشفع له مع هذه الإدارة السياسية المهترئة والمرتبكة، للعمل على توفير كل ما يعزز قدرات الجيش وقوته النارية لمواجهة المخاطر العدوانية الإسرائيلية، وللتصدي للتهديدات الأمنية الإرهابية، التي تجتاح المنطقة، وتحاول أن تطل برأسها إلى لبنان بين الفترة والأخرى.

 شعلة التضحية والبطولة والوفاء التي أشعلها قائد الجيش في عرسال أمس، تجسد بسالة العسكر اللبناني في الدفاع عن أمن الوطن، والإندفاع في تحرير الأرض من الجماعات الإرهابية، رغم ضآلة الإمكانيات المتاحة، ورغم النقص الفادح في التجهيز والعتاد، بالمقارنة مع الوسائل التكنولوجية الحديثة التي كان يستخدمها الإرهابيون في إحداثيات المعركة وتحديد المواقع.

 كيف يتجرأ أى مسؤول سياسي على المس بميزانية الجيش، وتخفيض مخصصات التسليح والتدريب، وهو يُدرك حجم الأعباء الداخلية والخارجية الملقاة علي عاتق المؤسسة العسكرية، والتي لا توفر نزاعات الشارع وزواريب السياسة، فضلاً عن القيام بالمهمات الوطنية في مختلف المناطق الحدودية، جنوباً وشمالاً وشرقاً، وحتى جواً ويحراً.

 المفارقة المؤلمة أن تخفيض ميزانية الجيش، بحجة سياسة التقشف المزعومة تمت في عهد رئيس للجمهورية كان قائداً للجيش في أحرج المراحل، وخبرته العسكرية تجعله أكثر معرفة وتحسساً بإحتياجات المؤسسة العسكرية.

 ومن «مآثر» هذه الدولة العلية وطاقمها السياسي المتخلف، أنها عمدت إلى تخفيض ميزانيات الجيش ومؤسسات أساسية وحيوية أخرى، فيما بقيت مزاريب الهدر والفساد مفتوحة على مصراعيها!!

إنه زمن المصائب في دولة العجائب !