بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تشرين الأول 2023 12:05ص زيارة بايدن على إيقاع مجزرة المعمداني

حجم الخط
زيارة الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط والكيان الصهيوني، التي تبدأ اليوم،  أحاطت بها أجواء الإخفاق والفشل، قبل أن تطأ قدماه أرض الأردن، ويحط به الرحال في تل أبيب، ذلك أن برنامج الزيارة للدولة الصهيونية، جرّد الرئيس الأميركي من أوراق لعب دور «الوسيط النزيه»، الذي طالما حاولت الإدارات الأميركية القيام به. 
أن يأتي رئيس أكبر دولة في العالم للتضامن مع حليفته الصهيونية المدللة، فهو أمر ليس جديداً، أما أن يشمل برنامجه في تل أبيب المشاركة في إجتماع لحكومة الحرب الإسرائيلية، فهذا يعني أن الرئيس الأميركي لم يأتي لتأكيد تضامنه السياسي وحسب، بل هو يبارك المجازر التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية يومياً في غزة، والتي كان آخرها مجزرة قصف وتهديم المستشفى المعمداني فوق رؤوس المرضى والطاقم الطبي والممرضين العاملين فيه، مما أدى إلى سقوط خمسمائة شهيد، حسب إحصاءات الساعة الأولى، التي أعقبت الجريمة الموصوفة ضد الإنسانية. 
رئيس البيت الأبيض جاء إلى المنطقة، ليخوض معركة ولايته الثانية من إسرائيل، وليكون شاهداً على حرب الإبادة التي تخوضها حكومة المتطرفين في تل أبيب ضد مليونين ونصف المليون من أهالي غزة، وكأنه يشاهد فيلماً هوليودياً بأعصاب جليدية، تدحض كل ما تتشدق به الإدارة الأميركية من شعارات حقوق الإنسان والحرية والعدالة، وتفضح الإنحياز الأميركي الأعمى للعدوان الإسرائيلي، إلى حد المشاركة العملية في جرائمه، من خلال إطلاق يد نتانياهو في ممارسة أبشع أنواع الهمجية والوحشية ضد شعب أعزل، ومحاصرته إلى حد الإختناق الكامل، بعد قطع المياه والكهرباء والغاز وحتى الهواء النظيف عنه.   
سيسمع بايدن ما سبق لوزير خارجيته أن سمعه في العواصم العربية التي زارها: لن نسمح بتهجير أهل غزة من أراضيهم. مسؤولية واشنطن العمل على لجم الإجرام الإسرائيلي، وفتح ممرات آمنة للمساعدات الطبية والغذائية الضرورية. تسهيل إصدار قرار من مجلس الأمن لوقف النار فوراً في غزة، وإستخدام النفوذ الأميركي في تل أبيب لفرض تنفيذه خلال ساعات بعد صدوره. 
وفي حال إقتصرت الزيارة الرئاسية الأميركية على تشجيع حكومة الحرب الإسرائيلية في المضي قدماً بحرب الإبادة، خاصة بعد مجزرة المستشفى المعمداني، فهذا يعني أن المنطقة مقبلة على أكثر المراحل صعوبة منذ الحرب العالمية الثانية. 
فهل تكون مجزرة المستشفى المعمداني، الممول من مؤسسات إجتماعية ودينية أميركية، بداية لإنقلاب الموقف الأميركي الرسمي، على إيقاع ردود الفعل الشعبية الأميركية المستنكرة لوحشية الإعتداءات الإسرائيلية المتفلتة من عقاب القوانين والمعاهدات الدولية؟ 
الجواب برسم نتائج زيارة بايدن الراهنة.