2 شباط 2021 07:20ص طرابلس تناديكم ... قبل تسونامي الثورة

حجم الخط
الثلث المعطل هو الشغل الشاغل لأهل الحكم، أما صرخة الجياع، وغضب الفقراء، وثورة المقهورين، فهي «من لزوم ما لا يلزم» في قاموس المنظومة الحاكمة.
من يعتقد من أهل الحل والربط أن أحداث طرابلس إنتهت بما حصل حتى الآن، من سقوط ضحايا وتخريب وإضطرابات أمنية مختلفة، يكون مخطئاً، ولا علاقة له بنبض الناس.
المشكلة أن السلطة السياسية اكتفت ببيانات الإستنكار، التي تشبه دموع التماسيح، وأشاحوا بوجوههم وعقولهم عن معالجة الأسباب الأساسية لإنتفاضة العاصمة الثانية، وإتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف معاناة الناس، والإسراع في إيصال المساعدات الفورية للفقراء والمحتاجين، الذين تضاعفت أعدادهم في زمن الإقفال الكوروني، ووصلت أحوال بعضهم إلى مستوى من التردي دفعهم إلى رمي أولادهم الرضَّع في البحر.
التعامل مع أحداث الفيحاء وكأنها تظاهرات من باب «فشة الخلق»، خطأ مدمر لما تبقّى من هذه السلطة الفاشلة، لأن ما يحصل في شوارع طرابلس يمكن أن يتحول إلى شرارة تنتقل نيرانها إلى مختلف المناطق.
والذين عايشوا بدايات الحرب السوداء في نيسان ١٩٧٥ ، يتذكرون جيداً كيف أن جريمة إغتيال المناضل معروف سعد تحولت إلى شرارة أشعلت فتنة إستمر أوارها خمس عشرة سنة، ودمرت البشر والحجر، وما زالت جروحها تنزف حتى اليوم.
فشل المنظومة العاجزة عن تشكيل الحكومة العتيدة، لا يبرر تخلف الدولة، بكل أجهزتها المعنية، عن القيام بنجدة العاصمة الثانية، وقطع الطريق على الأطراف المندسة بين الجماهير الغاضبة، وكل محاولات إستغلال وجع الناس، لأهداف سياسية وفئوية دنيئة، من قبل جماعات إعتادت التسلق على أكتاف الفقراء والمقهورين.
الزيارات التفقدية لإستطلاع الأوضاع المتردية قد تكون مفيدة، ولكن العمل على إيصال المساعدات بالسرعة المرجوة يبقى أكثر إفادة من كثرة الكلام وإطلاق الوعود الهوائية.
طرابلس تُناديكم .. فهل من مُجيب قبل فوات الأوان وفقدان السيطرة على تسونامي الغضب والثورة؟