بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 تموز 2021 07:20ص على ماذا يُراهن باسيل وفريق العهد؟

حجم الخط
على طريقة «واثق الخطى يمشي ملكاً» يتصرف الرئيس نجيب ميقاتي وكأن الحكومة موجودة في جيبه، وهو يستعد لإعلانها قبل ذكرى ٤ آب المشؤومة، عله يُبشّر اللبنانيين بأن الوقت قد حان لوقف الإنحدار وما يسببه من إنهيارات متلاحقة، وأن ساعة الحقيقة ستظهر في الإنتخابات النيابية، هذا إذا سمحت الأحوال بإجرائها في موعدها الدستوري في ربيع العام المقبل.

 لا ندري إذا كان الرئيس المكلف يُبالغ في الإعتماد على فعالية الدعم الخارجي، بغياب الحد الأدنى من التوافقات الداخلية، ومقاطعة أكبر حزبين مسيحيين، التيار الوطني والقوات اللبنانية، أحدهما للإستشارات، والآخر للتسمية، فضلاً عن عزوفهما عن المشاركة في الحكومة العتيدة، رغم المهمات الكبيرة التي من المفترض أن تقوم بها، والتي تحتاج إلى أوسع مشاركة سياسية في إتخاذ القرارات الوطنية الصعبة، والتي تتطلب تفهماً وإستعداداً للتضحية من الجميع، عوض إمتهان البعض في الساحة السياسية للمزايدات الشعبوية، والحساسيات الطائفية، بحجة الدفاع عن حقوق الطائفة ..كذا!

وإذا كان رئيس القوات اللبنانية «حردان» من العهد الذي لم يفِ بإلتزامات التفاهمات والإتفاقات التي عقدت بين الطرفين، السري منها والعلني، وقرر مقاطعة الحكومات في الفترة المتبقية من ولاية العهد الحالي، فما هي مبررات رئيس التيار العوني ليس في مقاطعة تشكيل الحكومة وحسب، بل وإيضاً في وضع العصي في دواليب التأليف، وتفشيل مهمة الرؤساء المكلفين الواحد تلو الآخر؟

 الكلام المعسول الذي يردده النائب باسيل عن الرئيس ميقاتي لا يعني العمل فعلاً على تسهيل مهمة الرئيس المكلف، والإسراع في الإعلان عن مراسيم الحكومة الجديدة، التي ينتظرها المجتمع الدولي منذ إنفجار ٤ أب المشؤوم، فالمصداقية تتطلب إتخاذ خطوات تنفيذية وعملية لمعالجة أعباء ثالث أكبر إنفجار في العالم، من خلال دعم جهود الرئيس المكلف، ونزع الألغام التقليدية، ما ظهر منها وما خفي، وإعلان منحه الثقة الشخصية والسياسية قبل الوصول إلى الثقة البرلمانية.

 ثمة لغز محير بين كلام باسيل الإنفراجي، وبين مواقفه المتحفظة، حتى لا نقول الرافضة، من تكليف ميقاتي، حيث كان يُمني النفس بالإتيان بأحد مرشحيه ليطبق بيديه على السلطة، ويتحكم بالقرار الرسمي من قمة الهرم إلى أسفل القدمين.

 على ماذا يُراهن إذن، باسيل وفريق العهد: على إنقاذ البلد من مهاوي الإنهيارات، أم على الوصول إلى الرئاسة الأولى، مهما بلغ حجم الإنحدار ووصل البلد إلى مشارف الإرتطام المُخيف؟