بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 شباط 2024 12:02ص عن المرأة الفلسطينية ومثيلتها الإسرائيلية..

حجم الخط
كشفت التظاهرات الغاضبة في تل أبيب للمطالبة بوقف الحرب في غزة، وتأمين عودة الأسرى لدى حماس سالمين، مدى الظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في ظل الحراب الإسرائيلية، التي تُنكل بالمدنيين في قرى ومخيمات الضفة، وتعتقل الشباب بالمئات، وتقتل النساء والأطفال، وتهدم المنازل والمنشآت، وتقطع الزرع، وتسمم الحرث، كل ذلك أمام مرآى العالم المتمدن، الذي يوغل في التجاهل والصمت، وكأن هذه الجرائم والممارسات اللانسانية تجري في صحارى المريخ. 
وأبرزت تداعيات عملية «طوفان الأقصى» والحرب على غزة، الفارق الكبير بين معاناة المرأة الفلسطينية ومثيلتها الإسرائيلية، في مشاهد إنسانية مؤثرة، تُجسد جسارة المرأة الفلسطينية في مواجهة تعسُّف الإحتلال الصهيوني الإجرامي، وشجاعتها في تحمل التضحيات دفاعاً عن الأرض، والعيش بكرامة والحقوق الوطنية المشروعة. 
المرأة الإسرائيلية لم تتحمل غياب إبنها أو زوجها أو شقيقها في الأسر بضعة أسابيع مع حماس بعد «طوفان الأقصى»، رغم أن دولتها هبّت بكل ما تملك من قدرات عسكرية متقدمة، ومدعومة من أكبر دولة في العالم، لخوض أشرس الحروب وأكثرها إجراماً لتحرير الأسرى، مع ذلك خرجت التظاهرات الحاشدة للمطالبة بإستقالة الحكومة ووقف الحرب، وعقد الإتفاقات اللازمة مع حماس لإطلاق الأسرى الإسرائيليين فوراً. 
في حين أن المرأة الفلسطينية، يُقتل إبنها أو زوجها أمامها على إيدي عسكر الإحتلال، ومن ينجو من الموت يُساق إلى المعتقلات ليمضي نصف عمره في السجون الإسرائيلية ، وفي ظروف صعبة لا تتوفر فيها أدنى متطلبات المعيشة الإنسانية. وعندما يسقط ولدها شهيداً، تخرج أمام الإعلام لتُعلن، بكل رباطة جأش، إستعدادها لتقديم أولادها الآخرين على طريق الشهادة في النضال من أجل الوطن. 
لا حكومة تُدافع عن المرأة الفلسطينية، وتسعى لتحرير أولادها من الأسر والإعتقال. ولا قدرات عسكرية للسلطة الفلسطينية لخوض الحروب من أجل الأسرى، ولا دول كبرى أو صغرى، تُبادر لتقديم الدعم السياسي والعسكري لدولتها دفاعاً عن حدودها ومواطنيها. 
وما تعانيه المرأة الفلسطينية في غزة، في مواجهة أكثر الحروب همجية ووحشية، قصفاً وقتلاً وتدميراً، وجوعاً وعطشاً، مع إفتقاد الدواء وتخريب المستشفيات، سيخلد صمود المرأة الفلسطينية التاريخي أمام أعتى قوة عسكرية إستيطانية في التاريخ الحديث، بقدر ما ستكون وصمة عار في تاريخ الدول المتقدمة، التي غالباً ما تُثرثر في الدفاع عن حقوق الإنسان! 

د. فاديا كيروز