بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 كانون الثاني 2024 12:02ص غرق الطرقات من طوفان الفساد..!

حجم الخط
لا يجوز أن تغرق الطرقات، وتطوف مجاري الأنهر والقنوات في كل يوم ماطر، وتجرف السيول المزروعات، وتتعطل مصالح الناس، ويضطر العديد من العائلات إنتظار رجال الدفاع المدني والاطفاء، لإخراجهم من بحيرات الشوارع، التي تتسبب بتعطيل السيارات. 
هذا المشهد الدرامي ليس جديداً، بل هو يتكرر في مواسم الشتاء، بل يحدث أكثر من مرة أحياناً، في الموسم الواحد، وكأنه أصبح من المظاهر العادية في أيام الأمطار الموسمية.  
كل سنة نسمع عن خطط لتنظيف العبّارات ومجاري المياه، ورفع الأتربة والنفايات من مصبات الأنهار، مقابل تخصيص الأموال بالملايين، فتكون النتيجة أن الأموال تضيع في نفق الفساد، وتتحول أنفاق الطرقات والساحات إلى بحيرات عائمة بمياه الأمطار. 
طوفان نهر الغدير وإجتياح مياهه بيوت الناس يحصل منذ عشرات السنوات،ومع ذلك لم تجد وزارة الأشغال الحل الجذري لعدم تكرار هذه المأساة التي تُصيب المئات من العائلات كل سنة.  
أنفاق المطار تغرق بالأمطار وتتعطل فيها حركة السير مع كل شتوة «محرزة»، والمعالجة تقتصر على إحضار مضخات لسحب المياه المتجمِّعة في ساعات الصحو. 
مصب نهر بيروت يهدد الشوارع والمنشآت حوله، وتتحوّل الطرقات المجاورة له إلى بحيرات، يستعمل فيها رجال الأطفاء الزوارق المطاطية لإنقاذ المواطنين العالقين في سياراتهم، لأن أموال التنظيف مِن النفايات لم تصل إليه، وذهبت إلى جيوب المحظيين.
وكذلك حال طرقات الأوتوستراد الشمالي، من الضبية إلى جونية وصولاً إلى عكار، حيث قنوات تصريف الأمطار مسدودة، والعبّارات غير منظفة، مما يؤدي إلى تجمع مياه الأمطار، ويشل الحركة على هذا الشريان الحيوي، الذي يبقى مزدحماً عادة معظم ساعات النهار. 
الطريف أن وزراء الأشغال المتتالين، سرعان ما يظهرون في الصورة أمام عدسات المصورين في المناطق المتضررة، وكأن مسؤوليتهم تقتصر على الجولات الدعائية، دون أن يكلفوا خواطرهم بإتخاذ الخطوات الإستباقية اللازمة، وتنفيذ خطط تنظيف المجاري وقنوات تصريف المياه، وفق الأموال المخصصة لها سنوياً، في ميزانية وزارة الأشغال، وعدم التهرب وإلقاء المسؤولية على البلديات. 
غرق الطرقات والأنفاق والساحات في مياه الأمطار، هو الجانب الآخر من طوفان الفساد الذي أغرق البلد في مستنقعات الإفلاس!

د. فاديا كيروز