بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 أيار 2022 08:12ص لا للتردُّد في تلبية نداء بيروت

حجم الخط
لعلها من المرات النادرة التي تتحول فيها العملية الإنتخابية من إمتحان لشعبية المرشحين، إلى تحدٍّ صارخ لخيارات الناخبين، ومحك فاصل لإراداتهم الفعلية في تحقيق التغيير في البنية السياسية، والتخلص من المنظومة السياسية الفاسدة والفاشلة.
غداً ليس مجرد يوم إنتخابي عادي، بقدر ما يجب أن يشكل مفترقاً حاسمآً للمخاض الصعب الذي يعيشه لبنان منذ إندلاع إنتفاضة ١٧ تشرين ٢٠١٩ التي أجهضتها أحزاب السلطة، وأسقطت البلاد والعباد في مهاوي جهنم الإنهيارات المتوالية.
صناديق الإقتراع في بيروت وطرابلس وصيدا والجبل والبقاع والمتن وكسروان وجبيل تُنادي أهل التغيير للمشاركة بقوة في عمليات التصويت، والتعبير عن خياراتهم الوطنية بإقدام وشجاعة، غير عابئين بأساليب التهديد والترهيب، والإصرار على إيصال أصواتهم إلى آفاق تجديد الطبقة السياسية، والتعبير عن الرغبات الجامحة في الإنتقام من كل سياسي ومسؤول شارك في عمليات السرقة والنهب التي سادت في هذا العهد، وأدت إلى إفلاس الناس والدولة المتهالكة.
لا داعي لتكرار النداءات بأهمية المشاركة الكثيفة في الإقتراع، لأن مصير البلد ونظامه، وإستعادة إستقراره وإزدهاره تتوقف على نتائج هذه الإنتخابات المحتدمة بين محورين أساسيين: محور القوى والأحزاب السيادية وعمقها العربي، ومحور أطراف الممانعة ومقتضيات إلتزامه الإيراني.
بيروت ستشهد «أم المعارك» بين المحورين، لأنها مركز القرار السياسي، ومدينة الثقل الوطني، ونسيجها يجسد أطياف التركيبة اللبنانية، وعرين القضايا العربية والمواقف القومية.
الحفاظ على دور بيروت العربي يحتاج إلى إستنفار واسع من البيارتة للنزول إلى صناديق الإقتراع، والتصويت إلى جانب اللوائح السيادية، وعدم التثاقل في التحرك يوم الإنتخاب وتجاوز كل المبررات، للإمساك بتمثيل العاصمة وتكريس مكانتها كحاضنة لكل اللبنانيين، وكمنبر مفتوح للإعتدال والحوار وإحترام الخلاف مع الآخر.
دعوة المقاطعة سقطت في الإقبال الكثيف من أهل السنّة والجماعة في بلدان الإغتراب على التصويت، والذين كانوا الأكثر عدداً بأشواط بالنسبة لباقي المكونات اللبنانية الأخرى. وهذا الواقع من شأنه أن يرفع سقف المشاركة في الداخل، ويدفع الكثير من المترددين إلى أقلام الإقتراع إستجابة لنداء الواجب الوطني والقومي، الذي يتجاوز بأهميته المصيرية أية حسابات حزبية أو شخصية ضيقة.
مرة أخرى، بيروت تُنادي أبناءها الأبرار .. فلن نتردد في تلبية النداء.