بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 آذار 2021 07:06ص ماذا سيختارون : الإنقاذ أم الإنهيار؟

حجم الخط
مجرد إنطلاق أجواء التفاؤل في إحتمال التوصل إلى صيغة حكومية ما يوم الإثنين المقبل، تبدلت المناخات التشاؤمية التي كانت تهيمن على الناس، وإنعكست حركة الدولار من الإرتفاع إلى الانخفاض، وإستعادت الليرة بعض عافيتها، وهدأت الحركة الهستيرية على المواد الغذائية التي سجلت أسعارها تراجعاً ملحوظاً، في إنتظار إعادة حسابات التجار وفق التعرفة الجديدة للعملة الخضراء.

 لم تولد الحكومة العتيدة بعد، والمسألة مازالت في دائرة التكهنات والتوقعات، وحصل مل حصل من موجات إيجابية سريعة قلبت المزاج الوطني رأساً على عقب، وأعادت بعض الأمل إلى النفوس اليائسة من إستمرار تدهور الأوضاع، في ظل التعثر المستمر منذ خمسة أشهر في تأليف الحكومة.

 هذه المؤشرات العفوية على أرض الواقع، أليست كافية لدفع أهل الحكم والمنظومة السياسية بكاملها للتخلي عن لعبة عض الأصابع بين أطرافها، وطوي صفحة الشروط والشروط المضادة، وما أفرزته من خلافات حادة، وصلت إلى حد حصول ذلك التراشق المعيب بين الرئاستين الأولى والثانية، وإشاعة أجواء التوتر والتشنج في البلد، إنعكست سلباً على سعر الليرة، وإنحدار حياة الناس مع إجتياح الدولار كل السقوف المحتملة لإرتفاعه الجنوني خلال أيام معدودات.

 ولكن ...

ماذا لو إعترض التعثر الولادة الحكومية من جديد، وعادت الخلافات والكيديات تتحكم بالمسار الحكومي، ولم يتم إعلان الحكومة العتيدة يوم الإثنين المقبل، أو حتى قبل نهاية الأسبوع؟

أهل الحكم والأطراف السياسية كلها، يدركون أكثر من غيرهم حجم الإنهيارات التي ستجتاح البلاد والعباد، وتفلّت وضع الدولار عن أية سيطرة محلية، وبالتالي الإنحدار المريع نحو الفوضى العارمة، وما قد يرافقها من فلتان أمني، وتدهور إجتماعي، وتداعي آخر مقومات الدولة والنظام العام في البلد.

 بين وقف الإنحدار، وإعادة بعض الأمل للناس في الإنقاذ من خلال إعلان مراسيم الولادة الحكومية، والبدء في إستعادة الثقة في الداخل والخارج، أو ترك البلاد والعباد أسيري المصير المجهول في مهب الخلافات السياسية والأنانية المتفاقمة، والإستمرار في تعطيل تأليف الحكومة العتيدة،...

تُرى ماذا سيختار أهل القرار في السلطة: الإتجاه نحو الإنقاذ، أم الإستمرار في الإنهيار والإنحدار إلى ما بعد .. بعد قعر جهنم؟