بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الثاني 2024 12:05ص مصالح البلد في الرئاسة كما الجنوب

حجم الخط
يعيش اللبنانيون هذه الأيام على طريقة «هبّة باردة .. وهبّة ساخنة»، على إيقاع الحرب الإسرائيلية على غزة، وتداعياتها المتصاعدة في المنطقة، وخاصة على الحدود الجنوبية، حيث تستمر الإعتداءات الإسرائيلية اليومية على القرى الحدودية، ويتزايد سقوط الشهداء، مقابل «الضربات المدروسة» التي يرد بها حزب الله، مستهدفاً المواقع العسكرية، ومراكز تجمع جنود العدو الإسرائيلي. 
مع الأخذ بعين الإعتبار ما يتردد عن «تفاهمات أميركية ـــ إيرانية» لعدم توسع الحرب خارج غزة، وتحوّلها إلى حرب إقليمية تُلهب المنطقة، يمكن القول أن حزب الله يمارس أقصى عمليات ضبط النفس في تعامله مع الميدان الجنوبي، لتفويت الفرصة على الجانب الاسرائيلي، لإستدراجه إلى حرب مفتوحة، بالتوقيت الاسرائيلي، وبما يخفف من إنعكاسات الفشل العسكري في غزة على حكومة نتانياهو المتداعية. 
بخلاف معظم التوقعات، فإن الرد على عملية اغتيال المناضل صالح العاروري في الضاحية، لم يكن إنفعالياً، ولا عشوائياً، بقدر ما جاء هادئاً ومتبصراً، وفي إطار مراعاة قواعد الإشتباك، رغم التطور الحاصل في إستخدام نوعية الأسلحة، ودقة الإصابات المحققة في مختلف المواقع.
وفيما كانت بيانات بعض السفارات تُلعلع بدعوة رعاياها إلى مغادرة لبنان على عجل، وكأن الحرب إندلعت فعلاً، جاء كلام الأمين العام لحزب الله بالحفاظ على قواعد الاشتباك، مع الإحتفاظ بحق الرد على أي تصعيد من جانب العدو الإسرائيلي، لينفس حالة القلق والإحتقان التي سادت في البلد، إثر وقوع جريمة إغتيال العاروري ورفاقه بمسيّرة إخترقت أجواء الضاحية.
وكان ثمة تخوّف من أن تؤدي أجواء التوتر التي أعقبت جريمة الإغتيال، إلى نسف الرهان على المناخات الإيجابية التي أشاعها كلام الرئيس نبيه برّي عن العودة إلى جلسات الإنتخاب الرئاسية في الشهر الأول من العام الجديد. 
الواقع أن «مقتضيات الحفاظ على المصالح اللبنانية» في الحفاظ على الستاتيكو الحالي في الجنوب، وإبقائه تحت السيطرة، تفرض الإعتبارات نفسها على كل الأطراف السياسية الخروج من متاريسها الحالية، والبحث عن النقاط المشتركة مع الآخر، وكسر الجليد الذي يلف العلاقات السياسية الداخلية، وتحقيق الإختراق المطلوب في جدار الأزمة الرئاسية، تمهيداً لإعادة البلد إلى الجمهورية، وعودة الإنتظام في آداء المؤسسات الدستورية.