بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تشرين الثاني 2018 12:47ص من وحي السيرة النبوية: مت فارغاً!

حجم الخط
ليس مستغرباً أن ينهل علماء الغرب وفلاسفته الكبار من تعاليم الإسلام والسيرة النبوية الشريفة، ويستنبطوا منهما النظريات والإستنتاجات، أو يؤكدوا ما ورد فيهما من حكم وإيحاءات ودلائل كونية وإنسانية، إستطاعت العلوم الحديثة أن تثبت صحة وجود العديد من الظواهر التي وردت في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
وأصبح معروفاً أن العديد من العلماء الغربيين أشهر إسلامه بعدما توصلت أبحاثه إلى نتائج ونظريات ورد ذكرها في السور القرآنية قبل ألف وخمسمائة سنة. 
قرأتُ مؤخراً بحثاً لفيلسوف أميركي يُدعى تود هنري، إستلهم من حديث شريف نظرية إنسانية رائعة، تقوم على ضرورة أن يُفرغ الإنسان كل الخير الذي بداخله، قبل أن يدركه الموت ويغادر هذه الدنيا الفانية.
 ورد في الحديث الشريف: [إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم «فسيلة» أي شتلة، فليزرعها]. أعتبر الفيلسوف الأميركي أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) طلب من المسلم العمل على تقديم الخير لمجتمعه حتى آخر لحظة من حياته، وبنى على هذا التفسير نظرية إنسانية شاملة، وضعها عام ٢٠١٣ في كتاب عنوانه: مت فارغاً ! 
وإنطلاقاً من فهمه لأبعاد الحديث الشريف، طلب تود هنري من بني البشر أن يفرّغوا ما لديهم من أفكار وطاقات كامنة في مجتمعاتهم وتحويلها إلى شيء ملموس قبل فوات الأوان، وخاطب قارئه بالقول: لا تذهب إلى قبرك وأنت تحمل في داخلك أفضل ما لديك، أختر دائماً أن تموت فارغاً!
 ويتابع مستطرداً: أن نموت فارغين يعني أن نعيش كل يوم وكأنه آخر يوم في حياتنا، ونعطي كل ما نملك ونبذل من الطاقة أقصاها، ومن العمل أفضله، ومن الإبداع أروعه، حتى نكون ملهمين فرحين ومتفائلين، حتى تسمو أرواحنا وتحلق عالياً.
ليس أروع من العودة إلى حكم وإيحاءات الأحاديث النبوية الشريفة في ذكرى مولد النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم.