بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 آذار 2024 12:02ص وقفة عزّ ودعم للمرأة الفلسطينية

حجم الخط
هي إيقونة الوطن. هي الثكلى أرملة الشهيد. هي الأم المفجوعة. هي الشقيقة المُلتاعة. هي رمز التضحية. هي قلعة الصمود. هي جبل الصبر. هي نبع الإيمان والإلهام. هي الوجه الآخر لفلسطين. 
إنها المرأة الفلسطينية التي تتحمل الآلام والأوجاع، وأقسى أنواع المعاناة في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الإسرائيلي، بلا شفقة ولا رحمة بعشرات الآلاف من النساء في غزة، اللواتي فقدن أعز ما يملكّن في هذه الدنيا، من أزواج وأولاد وأحفاد، وأشقاء وشقيقات، وخرجن من بيوتهن بملابسهن لا يلوون على شيء، هرباً من نيران العدوان الإسرائيلي الغاشم، والذي تجاوز بوحشيته، ما نقرأه عن ممارسات الجيش النازي ضد الشعوب الأوروبية التي كان يحتل أرضها، ويُمعن في حربه النفسية ضد البلدان التي يحتلها، ليكسب رهان السيطرة، بالحربين العسكرية والنفسية، على مقدرات شعوب تلك البلدان، ويذيقها أبشع أنواع الذل والهوان. 
كل تلك الجرائم اليومية تحصل أمام عدسات تلفزيونات العالم، بالصوت والصورة، وبكل ما تحمله من مشاهد مؤثرة ودرامية، عن أحوال الجرحى في المستشفيات شبه المدمرة، والجثث المتناثرة بين الأنقاض، والمرأة الفلسطينية تتصدى لأشرس آلة عسكرية في العالم لوحدها، ودون أبسط مساعدات الدعم والصمود من الأشقاء والأصدقاء. 
أين إتحادات النساء العربيات؟ 
أين إتحادات النساء المسلمات؟
أين التنظيمات النسائية الأروبية، التي تُنفق الملايين من الدولارات سنوياً، على شعارات الدفاع عن حقوق المرأة والطفل، والتي كشفتها حرب غزة أنها مجرد كلمات جوفاء، وخالية من أي معنى، وعاجزة عن تحقيق الحد الأدنى من الحماية للمرأة في البلدان والمجتمعات التي تتعرض فيها للإغتصاب والقتل، وللإضطهاد والتعذيب، دون رادع من قانون، ودون محاسبة من مسؤول. 
المقاومة الأسطورية للشعب الفلسطيني ضد العدوان والإحتلال، والصمود البطولي للمرأة الفلسطينية رغم جرائم الحرب ومجازرها البشعة في غزة، تستحق وقفة عزّ تنضح بالدعم والتأييد لمسيرة النضال الفلسطيني، وخاصة للمرأة الفلسطينية، الزوجة و الأم والأخت، والتي تستحق كل التقدير على صفحات التاريخ المجيد، من نساء العالم أجمع.

د. فاديا كيروز