بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 كانون الثاني 2024 12:00ص طيور تحت مجهر الحماية والمراقبة.. لكن من يحمي «الحمى»؟ (2)

حجم الخط
أضيفت نحو 15 منطقة هامّة للطيور، إلى أكثر من 18 محميّة طبيعيّة معلنة بالقانون في لبنان بمباركة ورعاية من المنظّمة العالميّة للمحافظة على الطيور Bird Life International، وأضيفت كذلك نحو 29 منطقة حِمى للمحافظة على التراث الطبيعيّ.
والحمى نظام تقليديّ لحماية منطقة معيّنة يشمل الاستخدام المستدام للموارد الطبيعيّة من جانب المجتمعات الأهليّة المحيطة بالحمى ولمصحلتها. إنّها طريقة تقليديّة للمحافظة على التنوّع البيولوجيّ، كما على الإرث الثقافيّ للمنطقة، لكيّ يتمّ استعماله وتجري إدارته بطريقة مستدامة على يد المجتمع الأهليّ المحلّيّ.

من حمى إلى صيد جائر

يقول البروفّسور في علم الطيور البرّيّة وبيئتها الدكتور غسّان جرادي في حديث إعلاميّ سابق: «جرت في حمى عنجر كفرزبد حماية النوع الوحيد من الطيور المهدّدة بخطر الانقراض في العالم وهو النعّار السوريّ، ومن أجل تنظيم الاستهلاك الرشيد للمياه الوافرة في هذه الحمى، ومن أجل منع الصيد في المناطق المهمّة للطيور فيها والسماح به بعيدًا عنها نسبيًّا، مع التشديد على أن يكون الصيّد مسؤولًا، أيّ متوافقًا مع قانون الصيد ومستدامًا، أيّ ألّا يؤدّي إلى تعريض أيّ نوع للتدهور والانقراض».
ويضيف: «إنّ التجربة الناجحة هذه أقنعت الاتّحاد العالميّ لصون الطبيعة في العام 2012 بتبنّي نظام الحمى، في المذكّرة 122، كنوع من الأنظمة التي تعتمد على الإدارة بواسطة المجتمع المحلّيّ من خلال مقاربة شاملة تقوم بتقوية المعرفة المحلّيّة والتقليديّة والثقافيّة والتراثيّة، بالإضافة إلى المحافظة على الموارد الطبيعيّة وتحسين مستوى المعيشة».
وباتت «حمى عنجر كفرزبد لا حماية فيها، وعاد الصيد الجائر وماكينات الصيد العشوائيّة والمخالفات المتنوّعة، وباتت حماية الحمى منوطة بالبلديّة وقوّتها ومقدرتها على تطبيق القوانين والاستعانة بالقوى الأمنيّة لفرض هذه القوانين، هذا، إن حضرت هذه القوى» يقول رئيس جمعيّة حماية الطيور في لبنان فؤاد عيتاني.

اكتشاف «باز شمالي» معشّشًا في إهدن

يشير رئيس «الجمعيّة اللبنانيّة للطيور المهاجرة» Lebanese Association for Migratory Birds  الدكتور ميشال فهيم صوّان إلى أنّه اكتشف بالصدفة في الأوّل من تمّوز 2023 ذكر طائر الـ»جوشوك شمالي» Northern Goshawk، «باز شمالي» في محميّة حرج إهدن الطبيعيّة في لبنان.
ويقول: «ما بدأ كرؤية نادرة تحوّل إلى اكتشاف مذهل؛ إنّها أنثى طائر الجوشوك الشماليّ تحرس عشًّا في إحدى أشجار الأرز، على الرغم من أنّ العشّ كان فارغًا، كانت علامات الاحتلال لا تدع مجالًا للشكّ»، مضيفًا: «في الرابع من تمّوز وجدت فرخ طائر الجوشوك بالقرب من المكان، مّا يشكّل أوّل سجلّ موثّق لتكاثر هذا النوع في لبنان». واعتبر أنّ «هذا الاكتشاف الاستثنائيّ في محميّة حرج إهدن الطبيعيّة يشكّل حدثًا مفرحًا زمن الأحداث الحزينة».
ويؤكّد رئيس جمعيّة حماية الطيور في لبنان فؤاد عيتاني «أنّنا في كلّ سنة ثمّة مفاجآت جديدة لطيور مهاجرة أو عابرة تفرّخ في لبنان ويتمّ اكتشافها تباعًا. وهي تؤول إلى محميّاتنا وحمانا بسبب تغيّر المناخ واتّساع بقع انتشار الطيور ومساحاتها، ويبدو أنّها في خلال عبورها تكتشف أماكن لها ملائمة للتفريخ وهذا طبيعي». وقد رصد عيتاني طائر باز شمالي وصوّره في محميّة إهدن.

طيور مهدّدة في عين الرقابة

تدأب جمعيّة حماية الطيور في لبنان من خلال صفحتها على «فايسبوك» على نشر إرشادات ومعلومات حول الطيور المهدّدة وموائلها وأماكن وأوقات تكاثرها أو عبورها، مصوّرة بعدسة عدد من أعضاء الجمعيّة، في طليعتهم رئيس الجمعيّة فؤاد عيتاني والمصوّر الفنّان سامر حلواني.
يعتبر «البطّ الحمراويّ»، من الطيور المهاجرة غير الشائعة إلى المياه الداخليّة والسواحل والجزر في لبنان. كما ويعتبر زائرًا شتويًّا نادرًا بأعداد صغيرة نسبيًّا إلى الأراضي الرطبة الداخليّة.
أمّا «الصرد المقنّع»، فهو مهاجر معروف ومفرّخ صيفيّ شائع إلى لبنان لا سيّما في الغابات المفتوحة والبساتين ذات الأشجار المتفرّقة وفي سهل البقاع.

طيور سوداء

«الحدأة السوداء الجناح»، زُرَّق أو زُرَّق الشرق (Elanus caeruleus)، هي مهاجرة نادرة العبور في الصيف وزائرة شتويّة نادرة إلى لبنان. تعتبر حالة الحفاظ على هذه الطيور المعروفة بـ»الطائرات الورقيّة» ذات الأجنحة السوداء «أقلّ أهمّيّة» نظرًا لأعدادها المستقرّة نسبيًّا. ومع ذلك، فإنّ فقدان الموائل والصيد غير القانونيّ واستخدام المبيدات الحشريّة يمكن أن يؤثّر على سكّانها المحلّيّين.
أمّا «غراب الليل أسود التاج»، فهو طائر مهاجر شائع وواسع الانتشار ويتكاثر في الصيف، في الأراضي الرطبة في لبنان. يتردّد على الأنهار والبحيرات والمستنقعات ذات الأشجار والنباتات الكثيفة. لا يعتبر هذا الطائر طريدة صيد وهو محميّ دوليًّا بحسب اتفاقيّة حماية الطيور المائيّة الأوراسيّة- الافريقيّة (AEWA).

طيور ملوّنة وجارحة

«عقاب بونللي»، أصبح أكثر ندرة كمقيم مفرّخ في لبنان. مهاجر وزائر شتويّ نادر في المنحدرات الحرجيّة الجبليّة والسهول وممرّات الهجرة.
«سمّنة الصخر الزرقاء»، عصفور مقيم شائع ومهاجر وزائر شتويّ غير شائع إلى لبنان. يتواجد عادة في المناطق الجبليّة الصخريّة ذات الغطاء النباتيّ المتناثر.
«مرعة الماء»، طائر مفرّخ صيفيّ نادر في عمّيق، عنجر، والقاسميّة. شائع خلال الهجرة وفي الشتاء، بشكل رئيسيّ في المياه الداخليّة ومصبّات الأنهر. قليل منها يصيّف في لبنان.
«الزرزور الورديّ» (السمرمر) هو مهاجر شحيح وزائر صيفيّ نادر إلى الأراضي المزروعة وسهوب لبنان.

طائر الشمس الفلسطيني

طائر الشمس الفلسطينيّ، بدأ يعشّش في لبنان منذ نحو عشرين عامًا، بدأ في جنوب لبنان قادمًا من فلسطين، لكن اللافت كان توسّع رقعة انتشاره الجغرافيّ شمالًا، ما يعني أنّ هناك ظروفًا ملائمة لتكاثره وعيشه، وهو غنيّ للبيئة اللبنانيّة وصوت ذكره جميل وصدّاح.
وطائر الشمس الفلسطيني يعرف كذلك بـ«تمير فلسطين»، هو الطائر الوطنيّ لدولة فلسطين. يتواجد في أقسام من الوطن العربيّ وأفريقيا.
يصل وزن الذكر إلى 7.6 غرامات ووزن الانثى 6.8 غرامات. لون منقاره أسود وطويل ومعقوف نحو الأسفل، لون ريش الذكر البالغ أسود داكن، ولكن قد يظهر لمعان أزرق أو أخضر على الريش عندما يتواجد في الضوء، أمّا لون ريش الإناث والصغار فهو بنّيّ رماديّ.

صيد الهدهد معاقب بالقانون

«الهدهد الأوراسيّ»، مقيم مفرّخ شائع في غابات لبنان. تزداد عليه أعداد مهاجرة ومفرّخة صيفًا ومشتّيّة.
الهدهد طائر لافت للنظر يبلغ طوله حوالي 30 سنتيمترًا، ولونه بنّيّ على الرأس والكتفين، وله عرف متوّج طويل ينتصب حين يكون الطائر في حالة حماس أو تأهّب، وذيل وأجنحة سوداء مقلّمة بالأبيض.

كامل جابر