بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 شباط 2024 12:00ص الحلبي مكرماً من معهد الدراسات الإسلامية والمسيحية في اليسوعية: من لم يتمرَّس بلغة الحوار يصعب عليه تأمين إدارة هادئة سليمة

الوزير الحلبي يلقي كلمته خلال احتفال تكريمي الوزير الحلبي يلقي كلمته خلال احتفال تكريمي
حجم الخط
احتفل معهد الدراسات الإسلامية والمسيحية في جامعة القديس يوسف، في إطار تكريمه وجوها حوارية، باطلاق كتاب «مغامرة الحوار: سيرة القاضي عباس الحلبي الحوارية»، واقام ندوة في حرم الابتكار والرياضة، في حضور شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى على رأس وفد من المشايخ، المطرانين بولس مطر وشارل مراد، فاعليات سياسية ودبلومسية ودينية.
تحدثت الإعلامية الديكو إيليا مرحبة، تلتها مديرة المعهد رولا تلحوق لافتة إلى أن «المعهد ما زال مستمرا في رسالته بالإضاءة أكاديميا على قامات ساهمت في إعلاء الحوار الإسلامي-المسيحي، منوهة بـ»الحلبي الذي أغنى الحوار بكتاباته ومحاضراته»، شاكرة الدكتور أنطوان أفرام سلامه من أساتذة المعهد الذي أعد الكتاب.
ثم تحدث رئيس الجامعة الأب سليم دكاش اليسوعي واعتبر ان «من يحمل هم الحوار والوساطات، إنما تعنيه الحقيقة والعدل والسلام والعيش المشترك وإعلاء شأن المواطنية والإخاء بين الناس. اننا بحاجة إلى هذه القيم لنسترشد بها من خلال شخص عاشها ومارسها في خضم الصعوبات والقتل والإبادة خلال فترة الحرب في لبنان، وأن التغيير يحققه أفراد رياديون مؤمنون صابرون يضحون من أجل الحوار في عز الأزمات ولا مصلحة لهم سوى الخير العام اللبناني». 
عدها تحدث الوزير السابق رئيس جامعة القديس جاورجيوس طارق متري فاشار الى ان الحوار عند الحلبي، هو شرط للتفاعل مع الآخرين وليس مسايرة أو تلفيقا أو استخفافا بالتنوع. فأسئلة الحوار ولاسيما حوار المواطنة الطالعة من السياقات اللبنانية والعربية لم تغب عن بال الحلبي الذي كان خائفا على حوار الحياة في أزمنة التوتر، حيث الحيرة بين صون الوحدة من جهة والحفاظ على التنوع من جهة أخرى».
 واكد ان الحوار عنده لا يقوم بين الأديان والثقافات بل بين المؤمنين والمواطنين الذين يلتمسون الطاعة لله ويسعون وراء الخير العام».
كما تحدث الدكتور محمد السماك معتبرا أن «المسلمين كانوا دوما مدعوين إلى الحوار ولم يكونوا مبادرين إليه، وأن دخول المسلمين إلى الحوار للمرة الأولى كان عبر مجلس الكنائس العالمي في جنيف عندما كان الدكتور طارق متري مسؤولا فيه عن لجنة الحوار ودعا  الحلبي والسماك إلى المشاركة في الحوار، وأن نشاطهما الحواري توسع لاحقا بعد تأسيس الفريق العربي للحوار الإسلامي-المسيحي الذي يرأسه القاضي الحلبي وما يزال، وقد انطلقا فيه مع جميع أعضاء الفريق في مسيرة حوار لبنانية وعربية ودولية». 
وقال:«للقاضي الحلبي مبادرات تاريخية في مساعدة طائفته الكريمة، طائفة الموحدين الدروز، على الانفتاح على الحوار خارج وداخل لبنان».
أما سلامه فتحدث عن «مضمون الكتاب وعن الأسلوب الذي اعتمده في نشر محاضرات الحلبي الحوارية بين السنوات 2010 و2020»، معتبرا أن «مغامرة عباس الحلبي الحوارية هي حنين إلى وطن يبنى في العقول قبل الحدود، وشوق إلى دولة تتوافق جماعاتها توافقا متينا مرتكزا على بنى متماسكة».
من جهته تحدث أبي المنى فاعتبر ان الوزير الحلبي هو المعبر بصدق عن انفتاح بيئته التوحيدية على الحوار، والمناضل في سبيله منذ مطلع شبابه، والمتعمق في موضوعه محليا وعربيا ودوليا، والمساهم الأبرز في نشر ثقافته في مجتمعه». 
وشدد على «أهمية الحوار الذي يجب ألا يظل محصورا بين النخب المثقفة بل أن يحظى باهتمام الدولة، داعيا إلى «نشر ثقافة الحوار»، ومتحدثا عن «أهمية إنشاء وزارة أو هيئة عليا رسمية ترعى الوفاق الوطني، وعن تغيير في النظام السياسي، بالاتجاه نحو إلغاء الطائفية السياسية وإقامة مجلس للشيوخ، الذي ربما سيكون الإطار المناسب لهذا الحوار ولصيانة العيش المشترك، والذي آن الأوان لتحقيقه، بحيث تتمثل فيه الطوائف الأساسية، ويكون مصدر اطمئنان لها، ويكون الولاء للوطن أساسا في بناء الدولة».
أما كلمة الختام فكانت للحلبي الذي اعتبر أن «أجمل شعور يحياه المرء هو اللقاء بالآخر المختلف»، وتحدث عن «تجربته الحوارية التي طبعت تفاصيل يومياته والتي ساعدته في مهامه في وزارة التربية والتعليم العالي التي هي وزارة سيادية». 
وقال:«من لا يتمتع بتجربة حوارية ومن لم يتمرس بلغة الحوار، يصعب عليه تأمين إدارة هادئة سليمة لضمان سير العملية التربوية في الظروف الصعبة»، وحيا فريق عمل الوزارة الذي «يعمل بروح التضامن والتكاتف، على الرغم من التصويب اليومي عليه من قبل بعض الوسائل الإعلامية المأجورة وبعض المواقع الإلكترونية الرخيصة، والتي تدحض افتراءاتها المقولة المأثورة الشمس طالعة والناس قاشعة». 
ثم قدم الكتاب إلى الحضور للقراءة والإفادة، والتقى الجميع حول نخب المناسبة.