بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 آذار 2024 12:00ص مئوية LAU تستحضر عصر الرحباني وفيروز.. معوّض: قرن كامل في خدمة التعليم العالي والتراث

من الحفل الموسيقي من الحفل الموسيقي
حجم الخط
في برامج الجامعة اللبنانية الأميركية LAU وهي تحتفل بمئويتها هذا العام (1924-2024) أعدَّ مركز التراث اللبناني فيها مؤتمرًا من ست جلسات أكاديمية عالجت نتاج الأخوين رحباني وتأَلُّق فيروز فيه، من زوايا مختلفة نصوصًا وأَلحانًا وأَداءً فيروزيًّا مميَّزًا.
افتتح المؤتمر رئيس الجامعة الدكتور ميشال معوّض بكلمة جاء فيها: «تتوالى اللقاءاتُ والأَنشطةُ التي تُواكبُ مئويةَ الجامعة هذا العام احتفاءً بما قدَّمَت جامعتُنا طيلةَ قرنٍ كاملٍ من عمرِها في خدمة التربيةِ والتعليمِ العالي والتراثِ اللبناني. وها نحن اليوم في نشاطٍ آخَرَ خاصٍّ بالمئوية، تُكَرّس فيه جامعتنا بهاءَ الحضور الرحباني الفيروزي بقِسْمَيْه: المنبريِّ الأَكاديميِّ، والفنيِّ الغنائيِّ، كي تتكامَلَ الصورةُ بين الـمُداخلات المنبرية والأُغنيات على المسرح. ومركزُ التراث في الجامعة أَحسَنَ اختيارَ عنوان هذا المؤتمر، فسمَّاه «عصر الرحباني وفيروز». وإِنه فعلًا هكذا عصرُنا الفنيُّ منذ ثلاثة أَرباع القرن حتى اليوم، وسوف يُقالُ بعد سنواتٍ طويلةٍ إِننا عشْنا في عصر الأَخوين رحباني وفيروز».
الدكتور فيليب سالم أرسل من هيوستن كلمة مصوَّرة جاء فيها: «كانا أَخوَين كأَنْ لم يَكُنْ قبلَهُما أَخَوَانٌ مثلُهما. وكانا واحدًا في المحبةِ والأُخُوِّةِ والإِبداعَ».
كلمة الفنان مرسيل خليفة جاءت ناضحة بذكريات نوستاجية من صباه، وفيها: «عاصي ومنصور في أنطلياس حيثُ يقيمان، ثمّ في أقاصي الدنيا حيث تَشُدُّ رِحْلَها أعمالهما وتغترب، وَلَسْعَةُ الشِعر في شِعرهما لغةٌ تَعبقُ منها رائحةُ المدى وينتشر عرْفُها في البعيد: لا من قديمٍ معتَّق في جِرار الكلام هي، ولا من بقايا مُنمنمات الألحان. وهما فتحَا أبوابًا لا حُرّاسَ عليها، وأطلقا السحريّ في الموسيقى والشِعر شهدًا يتقطَّر. وَهَبَا إلى الـمُحال الوجودَ الممكنَ، وشكَّلا في لحظةٍ صمتَ ما قال العاشق لعشيقته حين شَعَّ الحنينُ إلى الوصال، وأطلقا في البياض موجَ الرحيلِ إلى البعيد على صَهوة الشهوات.»
الباحث محمود زيباوي عاد بالوثائق إلى بدايات عاصي ومنصور الرحباني في الإذاعة. ومما قال: «يصعب الجواب عن تاريخ بدْء الرحبانيين تقديم وصلتهما في الإذاعة، وذلك لغياب وثائق تعود إلى هذه الفترة. ويبقى خير مصدر لاستكشاف هذه الفترة جداول برامج الإذاعة المنشورة في المجلات، ومنها مجلة «الإذاعة» اللبنانية، وأقدم ما وصلَنا: إشارة في جدول برامج الإذاعة ليوم الجمعة 19 آذار 1984، وفيها «ثنائي رحباني ميقاتي» من الساعة 12:45 إلى الساعة 1:00».
ركّز الأب بديع الحاج في مداخلته على تقنية أداء فيروز بصوتها المميز، ومما قال: «فيروز مطربة إذاعية من الدرجة الممتازة، عرفها الجمهور لأول مرّة من محطة الإذاعة اللبنانيّة التي تبنت صوتها وعهدت الى نخبة ممتازة من الملحنين بذلك الصوت الذهبي ليتعهدوه بالصقل والتربية «.
الكاتب فارس يواكيم سرد في مداخلته أثر مهرجانات بعلبك في إطلاق الأعمال الرحبانية منذ منتصف الخمسينات.
الباحثة هالة نهرا نقلت الحضور إلى مرحلة فيروز مع زياد الرحباني، ومما قالته: «يَفتِلُ زياد الرحباني بِمِغزَلِهِ الخاص خيوطَ كلماته في فَلَكِ اليوميّ والتلقائيّ المتداوَلِ، ويلوّنها ويرصُفُها على طريقته ليُعيدَ إنتاجَها ضمن رؤيةٍ فنيةٍ إبداعيةٍ شاملة تلتحفُ بالموسيقى وتخدم الأغنيةَ وحضورَ فيروز الغنائيّ».
تخلل الندوات الثلاث حضورُ مدير «مركز التراث اللبناني» في الجامعة الشاعر هنري زغيب قارئًا بين مداخلة وأخرى بعض القصائد الرحبانية التي جعلت الحاضرين يدخلون إلى عالَم الأخوين رحباني الشعري، خاليًا من اللحن والصوت.
بعد الجلسات المنبرية انتقل الحضور إلى مسرح إروين في الجامعة حيث أحيت جوقة «عشتار» - «فيلوكاليًّا» أمسية غنائية رحبانية بقيادة الأخت مارانا سعد، لجمهور كثيف ضاقت به صالة المسرح.
وفي ختام الأمسية قدَّم رئيس الجامعة الدكتور ميشال معوّض شارة مئوية الجامعة إلى الأخت مارانا سعد التي تلقَّت أيضًا من سهيل مطر شعار «جائزة سعيد عقل» في عهدها الثالث.