بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 كانون الثاني 2019 12:05ص أي دور للمرأة في العمل الخيري

دعوات لمزيد من التفعيل لما لها من تأثير مباشر...

حجم الخط
لم يعد يخفى على أحد الدور المحوري الذي تقوم به المرأة المسلمة في بناء المجتمعات وتماسكها والنهوض بها ولعل مشاركتها الفاعلة في العمل الخيري تخطيطاً وتنفيذاً وميداناً لأكبر دليل على انها لبنة أساسية من لبنات النشاط الخيري على اختلاف مظاهره ومستوياته فهي الداعية إلى سبيل الرشاد والحق، وهي النهر المتدفق بعطائها وانسانيتها واخلاصها.
لقد استطاعت المرأة في عصر النبوة ان تستثمر وقت فراغها في المشاركة في أعمال الخير فساهمت الصحابيات في سقي الماء ومداواة الجرحى وهذه من أعمال الخير.
وفي وقتنا حيث توالت الحروب والأحداث في مجتمعاتنا الإسلامية وما خلفته من ايتام وارامل وعجزة ومعوقين كان لا بدّ من بذل الجهود والأموال لإعالة ورعاية أولئك الأيتام والارامل، حيث بادرت بعض المنظمات الخيرية بإنشاء لجان نسائية تقوم بالعمل الخيري في وسط النساء وتميزت مجالات المرأة في العمل الخيري من حيث رعاية الأسر المحتاجة والفقيرة ورعاية الأرامل وجمع التبرعات وإقامة الأنشطة التي تؤمن ريعاً لمساعدة هذه العائلات... ما أهمية دور المرأة المسلمة في العمل الخيري...
وما هو دور المجتمع في تفعيل هذا الدور؟
هذا ما سنعرضه في تحقيقنا التالي:

رمضان
{ بداية قالت السيدة نجوى نويري رمضان رئيسة اللجنة النسائية في صندوق الزكاة: للعمل الخيري التطوعي الأثر الكبير في حياة الشعوب وفي نهضة المجتمعات وهو من الأهمية بمكان، وفوائده ومكتسباته الإيجابية على الفرد والمجتمع والأمة ظاهرة للعيان، ولكي يؤتي العمل ثماره ويكون فاعلاً ومؤثراً يجب أن يُشارك جميع أفراد المجتمع في تنميته وإنمائه، كل بما يستطيع، وبما هو متاح.
وللمرأة الدور الفاعل والملموس في دفع عجلة تطوّر العمل الخيري، على اختلاف اشكاله وأنماطه وفي كل مجالاته كالتعليم، والتمريض، والتثقيف، ومساعدة الأسر المحتاجة، وحل مشكلات الفتيات، والاهتمام بقضايا المرأة وتطوير المهارات،  وتنمية المواهب، انطلاقاً من قول الله تعالى: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.
هذا وقد أضحى للمرأة مشاركة واسعة واضحة في الأعمال الخيرية التطوعية، وتكاد لا تخلو مؤسسة أو هيئة خيرية أو إنسانية أو اغاثية أو إنمائية من هيئة أو دائرة أو لجنة نسائية من أجل تنمية موارد العمل الخيري ودفق الدم والحياة في المشاريع أو اطلاقها  بما يتناسب ويوائم حاجات المجتمع، مع الإشارة أن الهيئات النسائية في بيروت والمناطق انطلقت منذ العام 1953 ومن حينها إلى يومنا هذا ناشطة وفاعلة، وها نحن كلجنة نسائية في صندوق الزكاة في لبنان - دار الفتوى لنا نشاطاتنا الخيرية الإنسانية ولنا مشاريعنا الإنمائية لاسيما مشروع كفالة طالب جامعي متفوق ومشروع تفاعل الذي يتكفل باقساط طلاب المدارس الرسمية والمهنية، كما لدينا العديد من البرامج التي تحاكي الواقع الاجتماعي للشرائح الأشد فقرأ في المجتمع اللبناني.
وقالت: تكمن أهمية مساهمة المرأة في العمل الخيري أن لديها همة كبيرة، ولديها حس العطف والرحمة والحنان. كما أنها على مقربة أكثر واحتكاك أكبر من غيرها بواقع النّاس المعيشي والاجتماعي، إن ما تمتاز به من قدرات وإمكانات، وسمات شخصية ونفسية وعاطفية يُمكن استثماره في العمل الخيري، وقد أثبتت البحوث العلمية أن القدرة العاطفية هي السمة الأساسية التي تتم بها المرأة مما يفسّر سرعة استجابتها لنداء الواجب الإنساني والخيري كما وأنها مؤثرة على غيرها من النسوة اللواتي أنعم الله عليهن وجعل في قلوبهن حب عمل الخير ودعمه ومؤازرته، وأهم من ذلك كلّه بأن هناك بعض مجالات العمل التطوعي الذي يتناسب ومهارات المرأة وطبيعة أنوثتها، كما توجد مجالات لا يصلح للقيام بها إلا الرجل، وهذا تتمكن الأمور وتتضافر الجهود خدمة للمجتمع وأبنائه.
والحق يقال أن المرأة تميزت في العمل الخيري من حيث رعاية الأسر المحتاجة والفقيرة ورعية الأرامل، ورعاية الأيتام، وجمع التبرعات، وإقامة الأسواق الخيرية، وإقامة الإفطارات الخيرية، والمهرجانات الأسرية، ومهرجانات الطفولة والأمومة، وما سوى ذلك.
وقد أفادت الإحصاءات أن أكثر من ثلثي القوى العاملة في المنظمات الخيرية الأميركية - مثلاً - من النساء، بل إن 50٪ من المتطوعين من النساء كذلك، مما يُؤكّد على أهمية دور المرأة في العمل الخيري، خاصة إذا علمنا أن معظم العاملات في المنظمات والهيئات الخيرية من ذوات الشهادات العليا والمناصب القيادية.
من هنا فعلينا واجب تشجيع المرأة على المشاركة في العمل الخيري التطوعي، وتوفير ما تحتاجه من دعم مادي ومعنوي، وإطلاق قدراتها وطاقاتها الفكرية والاجتماعية والإبداعية لدفع مسيرة العمل الخيري للأمام خاصة أمام ما يمر به وطننا الحبيب لبنان من أزمات اقتصادية ومعيشية واجتماعية.
واختم بالقول أن العمل الخيري التطوعي ظاهرة اجتماعية صحية تحقق الترابط والتآلف والتآخي بين أفراد المجتمع (كالجسد الواحد)... فإلى العمل لتحقيق الأمل بمستقبل واعد متكافل متراحم.
نعماني
{ أما السيدة نجوى نعماني المتطوعة في جمعية الإرشاد والإصلاح فقالت: للمرأة دور عظيم بممارسة العمل الخيري لما تمتاز به من قدرات وإمكانيات وصفات شخصية ونفسية وعاطفية، وبالتالي فإن قدرتها العاطفية تؤدي إلى سرعة استجابتها كونها مثلاً أقدر على التعامل مع الأيتام والأرامل وميْلها لحب الخير والعطاء، وهي تسعى لدعم هذه الأعمال بإقامة نشاطات خيرية ومهرجانات أسرية. 
وأضافت: تساهم المرأة في تفعيل العمل الخيري من خلال استثمار وقتها بالمشاركة الفعّالة به. وكما ذكرنا أن ما تمتاز به المرأة من قدرات عاطفية تدفعها إلى المبادرة السريعة للعمل الخيري والإغاثي من خلال قيامها بجمع التبرعات وإقامة الأنشطة لدعم هذا العمل.
وحول المطلوب من المرأة لتكون فعّالة في المجتمع اوضحت:
لا بد لنجاح أي عمل تقوم به المرأة من أمور،  منها: 
- إخلاص النية لله في العمل.
- أن تكون مبادِرة للعمل ومثابِرة عليه.
- تنظيم وقتها بين واجباتها في الأسرة وعملها.
- الثقة بنفسها بقدرتها على إتمام العمل.
- العمل على تطوير نفسها من خلال محاضرات ومؤتمرات التي تساعدها على بناء نفسها وثقافتها.
- البعد عن الأنانية والبشاشة في التعامل مع الناس.
- تنظيم وقت العمل وحسن استغلاله.
- معرفة حقوقها وواجباتها.
كما طالبت المجتمع لتيسير مشاركة المرأة بأمور عدّة منها:
- تسهيل أمورها في العمل وتأمين ما تحتاجه لإنجازه.
- الإيمان بقدرة المرأة بالعمل، حيث إنها نصف المجتمع وبالتالي تُشكِّل نصف طاقة المجتمع الإنتاجية.
- توفير ما تحتاجه من دعم مادي ومعنوي.
- مساعدتها في تنمية مهاراتها.
البابا
{ وفي هذا الإطار قال رئيس مركز الفاروق الإسلامي الشيخ أحمد البابا:  يجب علينا بادئ ذي بدء ان نحدد النهج الذي يريده الله من عباده ان يعبدوه به والله سبحانه وتعالى قال: {يا أيها النّاس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم} فالله سبحانه وتعالى أراد من عباده اجمعين ان يدخروا عنده من الثواب والاجر ما يهيئهم لملاقاة النعيم فيجدون عند الله الفضل الأوفى والنعم السابغة فيصطفيهم بجنته ويبلغهم نعمه العظيمة.
ولذلك فان الله سبحانه وتعالى يتوجه إلى عباده اجمعين دون تفرقة بين جنس وآخر وكما توجه الله بخطابه إلى الذكور توجه أيضاً بنفس الخطاب إلى الاناث حتى يعكف كل فرد من الأمة بشوق وعزيمة على مناجاة ربه ويُقبِل على طاعته حتى تدّخر الحسنات عند الله تعالى.
وتابع قائلاً: المطلوب هو العمل الحثيث من الإنسان كائناً من كان سواء كان ذكراً أو انثى لمواجهة مسؤوليته والقيام بوظيفته العبودية امام مقام الربوبية. والمرأة كما الرجل مطالبة من الله تعالى بتأدية دورها الريادي الذي هيأها الله له لتقوم بمسؤولياتها دون تقصير ودون تفريط ولذلك جاء دائماً خطاب رب العالمين للعباد اجمعين.
والمرأة من عباد الله مطالبة بحمل مسؤولياتها والقيام بدورها الذي هيأها الله له على اكمل وجه، فالمرأة في الحياة الاجتماعية لها دورها الرائد فهي تسمو وتتقاسم الأعباء التي ألقيت على كاهلها بكل تفانٍ وتضحية وهذا يتطلب منها أقصى حالات السمو في حمل هذه المسؤولية كما يريد ربنا سبحانه وتعالى ويرضى، ولذلك على كل امرأة ان تبادر إلى القيام بهذا الواجب أي دورها الاجتماعي تجاه المجتمع بأسره وبايجابية خيِّرة وبكل نبالة حتى تحقق في هذه الحياة السعادة لبني الإنسان.
ولفت إلى ان للمرأة دوراً كبيراً في الاغاثة والاعانة ودورها قد هيأها الله له بطبيعة خلقها التي تحمل فيها من حناياها الرحمة والحنان والدفق في الحنان الذي جعله الله تعالى للاناث يهيئها لهذا العمل الجبار، واعانة المحتاجين والمساكين تحتاج إلى قلب كبير وإلى عمل حثيث وإلى تعاطف مع هذا النوع من الحاجة والمرأة مهيأة لهذا الدور كما أراده الله سبحانه وتعالى.