بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 نيسان 2024 12:00ص افرحوا بالعيد مهما كانت الظروف من حولنا

حجم الخط
إن أيام العيد أيام فرح وسعادة وسرور وتواصل وصلة أرحام.. ولكنها قبل هذا كله هي أيام عبادة يظهر المسلم من خلالها فرحه بالطاعة.. طاعة للمولى تعالى، وبالتالي فإن الفرح أيام العيد هو أولا عبادة للّه تعالى واقتداء بسنّة النبي عليه الصلاة والسلام وسيرة السلف الصالح.. ولذا قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِى الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}..
نعم.. كلنا ندرك وبوضوح تام أن الأجواء في البلاد العربية كلها مشحونة.. والأوضاع مضطربة.. والشوارع تفتقد للبهجة.. ولكن الفرح بالطاعة طاعة... كما أن الفرح بالمعصية معصية..
ونحن في هذه الأيام المباركة بأشدّ الحاجة إلى «الفرح التعبّدي» لأنه الطريق إلى النجاة من كل المآسي التي نعاني منها في هذا البلد...
نريد أن نفرح لأن الله أمرنا بالفرح..
نفرح لأن الفرح في هذه الأيام سنّة عن الرسول #.
ولكن في الوقت عينه نشعر بالآخرين ونتشارك معهم الهموم والمسؤوليات.
إن العيد - أيها القرّاء الكرام - ليس مناسبة تخضع للظروف والأحوال، وليست أياماً تابعة للمزاج العام للإنسان أو للمجتمع، كلا... إنها أيام تعبّد وطاعة، وإلّا... هل إن جاء يوم عرفة في موسم فيه من القتل والظلم والقهر والتخاذل ما فيه، علينا نقول الظروف غير مناسبة ولا نصوم..؟!
كذلك الأمر بأيام العيد لا نقول الأيام غير مناسبة... ولكن على أقل تقدير نفرح أبنائنا وأطفالنا حتى يشعروا بأهمية وقيمة هذا العيد الذي ارتضاه المولى لنا عيدا.
ثم.. وهذا الأهم... علينا أن ننزع تلك الأفكار الخاطئة التي استقرّت في أذهان كثير منا والتي أيضا لا علاقة لها بالفكر الصحيح، فالعيد فرح للكبار وللصغار، للذكور وللإناث، وليس أبدا من صحيح الإسلام أن نرى البعض يردد بكل إصرار (العيد للأطفال وليس لنا...؟!).. العيد فرح باكتمال العبادة بفضل الله، فمن الذي أكملها... الأطفال الذين لم يكلّفوا بعد أم أنت أيها المسلم البالغ المكلّف..؟!
لقد ورد عن رسول الله # أنه قال: «إن يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب»، والأكل والشرب دليل فرح وسعادة، وورد عن وائلة بن الأسقع قال لقيت رسول الله # يوم عيد فقلت: تقبّل الله منا ومنك، قال: «نعم تقبّل الله منا ومنك»... وهل تكون التهنئة إلّا بالفرح..؟!
إن عيد الفطر موسم فرح وسعادة وسرور وبهجة وحبور وتفاؤل، وكل هذا إنما ينبع من قلب مؤمن استمسك برحمة الله، وتأمل بعفو تعالى، وأمل برحمة من وعده بالأجر العميم إذا ما أخلص النيّة وصام وقام إيمانا واحتسابا..
العيد فرح لمن فرح بصيامه وسعادة لمن سعد بقيامه وطاعته.. فافرحوا وفرّحوا من حولكم وأعلنوا الفرح «فرح عبادة»... وكل عام وأنتم بخير...