بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 نيسان 2023 12:00ص الصداقة بين رجال دين مسلمين ومسيحيين

حجم الخط
في إحدى الزيارات التي قام بها أحد الكرادلة الأميركيين مبتعثاً من قبل البابا يوحنا بولس الثاني الى دار الفتوى، دار بيني وبينه حديث بانتظار استقباله من قبل مفتي الجمهورية. قلت له بأنني أؤمن بالصداقة التي تربط رجال الدين الذين ينتمون الى أديان مختلفة، وخاصة في لبنان بين رجال دين مسلمين ومسيحيين. وحدّثته عن مشروع أحلم به في حينها وهو تأسيس مكتب سفريات ديني مدعوم من صناديق مشتركة بين المسلمين والمسيحيين يؤمّن تذاكر سفر شبه مجانية لرجال دين من طوائف متعددة يرغبون بالسفر معاً وقضاء عدة أيام خارج لبنان. لم تكن فكرتي سياحية بقدر ما كانت تهدف الى ترسيخ دعائم صداقة حقيقية تربط بين رجال دين مسلمين ومسيحيين. أعتقد الكاردينال لأول وهلة بأن هذا المشروع قائم وأبدى استعداده لإيصال المعلومات عنه للبابا طيب الذكر، ولكني سارعت بإخباره بأن هذا من ضمن المشاريع التي أحلم بها إيماناً مني بأن لبنان مؤهّل لقيادة العالم فيما يخص الحوار والعيش الإسلامي - المسيحي المشترك. طلب مني الكاردينال بعد أن أعجبته الفكرة أن أتواصل معه أو مع السفير البابوي في حال بلورة هكذا مشروع ووضعه حيز التنفيذ.
لم تكن هذه الأفكار نابعة من الخيال ولكنها خطرت لي أثناء مطالعتي لحادثة تداولتها كتب التاريخ عن علاقة صداقة جمعت بين شيخ الإسلام مفتي الأنام في الدولة العثمانية الشيخ الزنبلي والبطريرك المسيحي في اسطنبول. الحادثة تروي رغبة السلطان في إصدار فرمان لإكراه المسيحيين باعتناق الإسلام. يسرع شيخ الإسلام الى صديقه البطريرك حال علمه بذلك ويتداولان بكيفية إقناع السلطان بالعدول عن هذه الرغبة المنافية لتعاليم الإسلام، وينجحان في ذلك بعد أن يذكّراه بحضور الشهود من الجنود الذين شهدوا على وثيقة وقّعها السلطان الفاتح بنفسه للمسيحيين عند فتح القسطنطينية بعدم إجبارهم على ترك المسيحية واعتناق الإسلام. وقد كانت هذه الوثيقة قد فُقدت في حريق أتى على كثير من الوثائق والمقتنيات السلطانية.

إطلالات متسامحة

أساس هذه الصداقات الطيبة التي جمعت بين رجال دين مسلمين ومسيحيين على مرِّ التاريخ كانت تلك الإطلالات المتسامحة - بشكل عام - التي تبادل بها المسيحيون والمسلمون علاقاتهم مع بعضهم البعض منذ بزوغ فجر الإسلام. اخترت منها عشر إطلالات:
الإطلالة الأولى: وهي إطلالة الراهب بحيرة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم  قبل البعثة عندما كان النبي غلاماً يافعاً يسافر مع عمه إلى الشام للتجارة (وهي الرواية المذكورة في الطبقات الكبرى، لمؤلفه محمد بن سعد بن منيع الزهري، مكتبة الخانجي، القاهرة) وإنه في ذات يوم في سفره أتاه راهب، فقال: إن فيكم رجلاً صالحاً، فقال: إن فينا من يقري الضيف ويفك الأسير ويفعل المعروف، أو نحواً من هذا، ثم قال: إن فيكم رجلاً صالحاً، ثم قال: أين أبو هذا الغلام؟ قال: ها أنا ذا وليه، أو قيل. هذا وليه، قال: احتفظ بهذا الغلام ولا تذهب به إلى الشام، إن اليهود حسد، وإني أخشاهم عليه، قال: ما أنت تقول ذاك ولكن الله يقول، فردّه، قال: اللهم إني أستودعك محمداً، ثم إنه مات بعد ذلك.
الإطلالة الثانية: وهي إطلالة أحد كبار أحبار المسيحية ورقة بن نوفل ابن عم خديجة زوجة النبي محمد وهو أحد الأربعة الذين تنصّروا بعد أن اجتمعوا في يوم احتفال قريش بصنم من أصنامهم وتحدثوا فيما بينهم، واجتمعت كلمتهم على أن قريشاً انحرفت عن دين إبراهيم عليه السلام، وأنه لا معنى لعبادة الأصنام، وانطلقوا يبحثون عن دين إبراهيم الصحيح.
هذه الإطلالة تذكّر بأنه بعدما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم  بالرسالة كان ورقة شيخاً كبيراً قد عمِيَ - كما قال الذهبي - فذهبت إليه خديجة فأخبرته بما جرى للنبي صلى الله عليه وسلم  في غار حراء، وكيف جاءه جبريل عليه السلام كما أخبرها الرسول صلى الله عليه وسلم . فقال ورقة: قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده إن كنت أصدقتني يا خديجة، لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى، وإنه لنبي هذه الأمة، وان قومه ليكذبنه، وليؤذينه، وليخرجنه وليقاتلنه فقولي له: فليثبت... فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  فأخبرته بقول ورقة. ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  خرج فلقيه ورقة فقال: يا ابن أخي: أخبرني بما رأيت وسمعت، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ورقة: والذي نفس ورقة بيده إنك لنبي هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى، ولئن أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصراً يعلمه، ثم دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقبّل رأسه.. ثم لم ينشب ورقة أن توفي قبل أن يظهر الإسلام.
الإطلالة الثالثة: وهي إطلالة عداس المسيحي من أهل نينوى عندما كان النبي محتاجاً أشدّ الاحتياج الى المواساة بعد أن أدمى أهل الطائف جسده الشريف بالضرب بالحجارة والإهانات، جاءه عداس بعد أن لجأ النبي إلى بستان وأعطاه قطفاً من عنب، ووضعه بين يديه ليأكل منه، فلما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم  فيه يده، قال: باسم الله، ثم أكل، فنظر عداس في وجهه، وقال: والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن أهل أي البلاد أنت يا عداس، وما دينك؟ قال: نصراني، وأنا رجل من أهل نينوى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرية الرجل الصالح يونس بن متى. فقال له عداس: وما يدريك ما يونس بن متى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذاك أخي، كان نبيا وأنا نبي. فأكبّ عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقبّل رأسه ويديه.
الإطلالة الرابعة: إطلالة النجاشي ملك الحبشة وموقفه من الصحابة الذين هاجروا بأمر من النبي الى أرض الحبشة خوفاً من قتل المشركين لهم وقال لهم النبي بأن فيها ملكاً صالحاً. وإطلالة النجاشي كانت في ردّه وفد المشركين الذي طالبوه بتسليم المسلمين لهم لإعادتهم الى مكة، حيث أمن المسلمين بالبقاء في أرض الحبشة الى الوقت الذي يحلوا لهم ثم قال لهم بعد أن قرأ عليه جعفر بن أبي طالب -رضى الله عنه- آيات من سورة مريم: «إن هذا والذي جاء به المسيح ليخرج من مشكاة واحدة».
الإطلالة الخامسة: وهي إطلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم  على وفد نجران واستقباله لهم داخل مسجده النبوي. تقول كتب السيرة بأنهم كانوا 60 راكباً قدموا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم )، ودخلوا عليه مسجده حين صلّى العصر وكانوا يضعون صلبانهم وحليهم، يقول بعض من رآهم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم ) يومئذ: ما رأينا بعدهم وفداً مثلهم، وقد حانت صلاتهم، فقاموا يتهيأون الخروج فأذن لهم رسول الله الصلاة في المسجد وقال لصحابته: دعوهم. فصلّوا إلى المشرق، وصلّى المسلمون من الجانب الآخر للمسجد.
الإطلالة السادسة: وهي تأسيس النبي محمد صلى الله عليه وسلم  لمجموعة من الإلتزامات والعهود بينه وبين نصارى نجران ومن بعده بين المسلمين والمسيحيين في كافة العصور، من أهم هذه الإلتزامات:
أولاً، «ان احمي جانبهم - أي النصارى - وأذبّ عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن السياح، حيث كانوا من جبل أو وادٍ أو مغار أو عمران أو سهل أو رمل».
ثانياً، «ان احرس دينهم وملّتهم أين كانوا؛ من بر أو بحر، شرقا وغرباً، بما أحفظ به نفسي وخاصتي، وأهل الإسلام من ملّتي».
ثالثاً، «ان ادخلهم في ذمتي وميثاقي وأماني، من كل أذى ومكروه أو مؤونة أو تبعة. وأن أكون من ورائهم، ذابا عنهم كل عدو يريدني وإياهم بسوء، بنفسي وأعواني وأتباعي وأهل ملّتي».
رابعاً، «ان أعزل عنهم الأذى في المؤن التي حملها أهل الجهاد من الغارة والخراج، إلا ما طابت به أنفسهم. وليس عليهم اجبار ولا إكراه على شيء من ذلك».
خامساً، «لا تغيير لأسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا سائح عن سياحته، ولا هدم بيت من بيوت بيعهم، ولا ادخال شيء من بنائهم في شيء من أبنية المساجد، ولا منازل المسلمين. فمن فعل ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله وحال عن ذمة الله».
سادساً، «أن لا يحمل الرهبان والأساقفة، ولا من تعبّد منهم، أو لبس الصوف، أو توحّد في الجبال والمواضع المعتزلة عن الأمصار شيئا من الجزية أو الخراج...».
سابعاً، «لا يجبر أحد ممن كان على ملة النصرانية كرها على الإسلام. «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن». ويخفض لهم جناح الرحمة ويكفّ عنهم أذى المكروه حيث كانوا، وأين كانوا من البلاد».
ثامناً، «ان أُجرم واحد من النصارى أو جنى جناية، فعلى المسلمين نصره والمنع والذب عنه والغرم عن جريرته، والدخول في الصلح بينه وبين من جنى عليه. فإما مُنّ عليه، أو يفادي به».
تاسعاً، «لا يرفضوا ولا يخذلوا ولا يتركوا هملا، لأني أعطيتهم عهد الله على ان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين».
عاشراً، «على المسلمين ما عليهم بالعهد الذي استوجبوا حق الذمة، والذب عن الحرمة، واستوجبوا أن يذب عنهم كل مكروه، حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم، وفيما عليهم».
حادي عشر، «لهم ان احتاجوا في مرمة - ترميم - بيعهم وصوامعهم، أو شيء من مصالح أمورهم ودينهم، الى رفد من المسلمين وتقوية لهم على مرمتها - ترميمها -، أن يرفدوا على ذلك ويعاونوا، ولا يكون ذلك دينا عليهم، بل تقوية لهم على مصلحة دينهم ووفاء بعهد رسول الله موهبة لهم ومنّة للّه ورسوله عليهم».
الإطلالة السابعة: وهي إطلالة قائد جيوش المسلمين في زمن عمر بن عبد العزيز قتيبة بن مسلم الباهلي: في هذه الإطلالة التي يجمع عليها المؤرخون عن الفتح العربي تروي قصة فتح المسلمين لمدينة سمرقند، حيث ذكر بأنه بعد فتحها أرسل كبير كهنتها رسالة الى الخليفة عمر بن عبد العزيز يشكو فيها قائد الجيوش قتيبة بن المسلم الباهلي، فأرسل عمر ابن عبد العزيز رسالة الى القاضى للنظر فيها فعقد القاضى جلسة محاكمة لقائد الجيوش أمام كبير الكهنة وأقرّ قائد الجيوش قتيبة بما فعله متذرّعاً بأنها الحرب والخديعة فردَّ عليه القاضي قائلا: يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل. ثم قال: قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء وأن تترك الدكاكين والبيوت، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد من المسلمين. وبعد ساعات قليلة من صدور قرار القاضي سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو وأصوات تعلن خروج الجيوش فسألوا فقيل لهم إنَّ حكم القاضي قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يطلبون عودة الجيوش نظراً لما وجدوه من عدل ورحمة لديهم.
الإطلالة الثامنة: وهي إطلالة الإمام الأوزاعي التي أطلّ بها على مسيحيي لبنان ليحميهم من ظلم الوالي العباسي، حدث ذلك في أيام ثورة أهل المنيطرة المسيحيين ضد الوالي العباسي صالح بن علي أيام خلافة المنصور الذي أرهقهم بالضرائب الباهظة فأمر جنوده بوضع حد لهذه الثورة عن طريق استخدام العنف والقسوة مع الأهالي بل وطردهم من قراهم ومصادرة أموالهم، فما كان من الإمام الأوزاعي إلا أن نهره برسالة مطوّلة على ما اقترفه جنوده وطالبه بعودة الأهالي إلى قراهم وتسليمهم أموالهم مذكّراً إياه بحديث رسول الله: «وقد كان من إجلاء أهل الذمة من أهل جبل لبنان ممن لم يكن ممالئاً لمن خرج على خروجه، ممن قتلت بعضهم، ورددت باقيهم إلى قراهم ما قد علمت. فكيف تؤخذ عامة بذنوب خاصة، حتى يخرجوا من ديارهم وأموالهم. وحكم الله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى» وهو أحق ما ُوقف عنده واقتُدِي به. وأحق الوصايا أن تحفظ وترعى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه قال: من ظلم معاهداً أو كلّفه فوق طاقته فأنا حجيجه، ومن كانت له حرمة من دمه فله في ماله، والعدل عليه مثلها. فإنهم ليسوا بعبيد، فتكونوا من تحويلهم من بلد إلى بلد في سعة. ولكنهم أحرار أهل ذمة..»، والجدير بالذكر بأن الدولة العباسية في هذه الفترة شهدت تنكيلا وعنفا لم يسبق له مثيل في التاريخ الإسلامي ضد معارضيهم. فكانت شجاعة الإمام الأوزاعي لا مثيل لها في الوقوف أمام ظلم الولاة والحكام.
الإطلالة التاسعة: ما نص عليه ابن حزم في مراتب الإجماع له: أن من كان في الذمة وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح ونموت دون ذلك صونا لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن تسليمه دون ذلك إهمال لعقد الذمة. وعلق الإمام القرافي على هذا فقال: (فعقد يؤدي إلى إتلاف النفوس والأموال صونا لمقتضاه عن الضياع إنه لعظيم).
الإطلالة العاشرة: وهو ما شهده العالم في الرابع من شهر شباط 2019 من توقيع وثيقة تعتبر من أهم الوثائق في التاريخ البشري وهي وثيقة الأخوة الإنسانية التي كتب نصوصها البابا فرنسيس الثاني وشيخ الأزهر أحمد الطيب. الفضل يعود في مشروعها وصياغتها الى ما أشار إليه الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب عن رابطة الصداقة التي جمعت بينه وبين قداسة البابا، إذ جاء في أحد رسائله التي كتبها بأن الفضل يعود في ولادة هذه الوثيقة للأحاديث الأخوية الصادقة وفي لقاءات يملؤها الأمل في غد مشرق لكل بني الإنسان والتي كانت تدور بين القمتين الدينتين.
أليست معاني الصداقة تبتدئ بالتعارف وتتبلور بالتنادي إلى الاجتماع على كلمة سواء: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} و{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.