بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آذار 2019 12:03ص العُلماء في يوم الأم: نحتاج العودة إلى منظومة البِر الشاملة داخل الأُسر...

حجم الخط
«الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الاعراق»، و«الأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها».
كتب الشعراء الكثير من الابيات عن الأم ولكن مهما كتبوا لن يفوا هذه الانسانة العظيمة حقها، فالأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، هي الرجاء في اليأس، هي القوة في الضعف، هي السعادة في الفرح.
هذه الانسانة العظيمة التي تحمل في قلبها الكثير من الحب والعطف والحنان، فكيف لا نبرّّها ونجلّها ونحترمها ونكرمها وهي التي اوصانا بها رسولنا الكريم عندما سأله الاعرابي من أحق النّاس بصحبتي، قال أمك، ثم من قال امك، ثم من قال امك، ثم من قال ابوك...
وكيف لا نبرّها وهي التي اوصانا بها القرآن الكريم وكرر تلك الوصية لفضل الأم ومكانتها فقال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين} فالأمومة أعظم هبة خص الله بها النساء...
إليك ايتها الأم التي ينبض قلبك بالحنان، إليك يا صانعة الأنس والحياة... إليك ايتها الأم، إليك ايتها الأم إطأطىء رأسي حياء وحشمة إليك، أقف وقفة إجلال واكبار...
فأنت ايتها الأم المعلمة الأولى للأخلاق والتربية، أنت مرآة النفس للابناء، أنت مصدر الرعاية والحنان الذي يسع الكون كلّه بلا حدود، فلا نستغرب عندما قيل «الجنة تحت اقدام الامهات».
في يوم عيدك العظيم، ماذا يقول لك العلماء؟..
غندور
{ بداية قال القاضي الشيخ زكريا غندور:إن الأم ليس لها يوم وعيد في السنة، بل كل ايامنا يوم تكريم لهذه الانسانة التي كانت شمعة تحترق لتضيء لغيرها الطريق، الأم لا يوجد كلام يفيها حقها.
وفي رواية انه جاء إلى رسول الله رجل وقال له: أمي توفيت فقال اقفل باب من أبواب الخير عنك، فهذه المرأة لا تستطيع ان نكافئها ابداً لان ما قدمته لا يُكافأ ولا يقابله شيء.
واضاف: هذه الانسانة العظيمة مقامها عند الله عظيم، يُروى ان رجلاً حمل امه وطاف بها بالبيت وحج بها قال يا رسول الله هل أديت حق امي قال لا، ولا طلقة من طلقاتها، هذه المرأة التي حملت الجنين وهناً على وهن ورعته بحنان وعطف، هذه الانسانة التي حُرمت النوم لتجد النوم لولدها، وهذه المرأة التي حرمت نفسها السعادة لتكون سعادتها لغيرها لا نجد كلاماً يلتئم اعظم من كلام الله سبحانه وتعالى حينما قال في كتابه العزيز: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً}.
واختم قائلاً: عيد الأم هو عيد تكريم الانسان الذي يعطى دون مقابل، وأي عيد يناسب هذا العطاء وعقوق الابناء مع امهاتهم عقوبة في الدنيا والآخرة فلنقل للامهات صبراً فان جزاءكم عند الله عز وجل يوم تجد كل نفس ما عملت من خير.
الكردي
{ اما القاضي الشيخ احمد درويش الكردي قال: نقول للأم في يومها ان كلمة الأم هي من اعظم الكلمات ولذلك كانت الأم هي الحضن لكل افراد المجتمع، وقد كرم الله تعالى الوالدين عموماً والأم خصوصاً وكذلك الأم هي مربية الاجيال بل هي من تعد رجال المستقبل وكل رجل مسؤول إن لم يعرف حق الام وقدرها فليس برجل.
واضاف: انا اقول انه ظلم للأم ان يكون لها يوم في السنة بل يجب ان تكون الايام كلها عيداً لها لتكريمها ولتعزيز دور الامومة في المجتمع، وأن المرأة التي تعطي جهدها ووقتها لأمومتها وتربية اولادها تكون المرأة الناجحة وتفتخر بما انجزت كالسيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين وزوجة النبي التي وقفت معه تسانده وتؤازره في دعوته وانفقت مالها في سبيل هذا الدين العظيم، فهذه هي أمنا وأم المؤمنين التي دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما شكت إليه ما يصيبها من تعب للقيام بشؤون بيتها واولادها ان بشرها بأن الله سيعطيها بيتاً في الجنة من قصب، قصب من ذهب، وقصب من فضة، لا نصب ولا صخب.
ونصح الامهات بالقول ان اي امرأة تقدم العمل الاجتماعي العام على امومتها وعلى تربية ابنائها تكون مقصرة بحق الاجيال ومضيعة لمستقبلهم، فالأم هي اساس المجتمع إذا صلحت صلح المجتمع واذا فسدت فسد المجتمع كله.
واختم قائلاً: ادعو جميع الابناء الى اغتنام وجود امهاتهم فلا ينشغلوا عنهن بزوجة أو ولد أو عمل، وأن تصبحوا في كل صبيحة يوم بأمهاتكم تطلبون رضاها وتأخذون بركتها وتبدأوا يومكم بهذا العمل الجليل وتعلموا ابناءكم واولادكم برّ الأم والصلة معها والتواصل معها طوال العمر.
شحادة
{ في حين قال القاضي الشيخ حسن الحاج شحادة: في هذه الايام التي نمر بها والتي يعاني منها العديد من الناس والعائلات بسبب الظروف المتعددة الاجتماعية والعالمية والسياسية وفي كل الظروف تبقى الأم هي الملاذ الآمن لأبنائها وعائلتها والتي ما فتئت ان تقوم بتضحيات وتستمر بها منذ الطفولة إلى ما شاء الله وحتى آخر رمق في حياتها، وهي تسهر على راحة اولادها واحفادها، فهي فعلاً تستحق لقب الامومة الذي يشمل حضانة المجتمع وصيانته والسهر على مصالحه، ومن هنا كانت الاسرة في ما سبق هذه الأيام، وهذا الجيل أسراً متألقة أمنياً واخلاقياً واجتماعياً، وأن هذا مستمر لا شك إلا انه تدني عدد هذه الاسرة ربما لعدم فهم بعض النساء ما هي الأم، وهذا ما ينعكس على ضياع اولادهن وفشلهن في حياتهن.
وتابع: لذلك ان الأم هي مدرسة وهي مؤسسة اجتماعية وهي ملجأ لكل ما يعانيه الفرد في هذا المجتمع لتخفيف من ازماته، وهي بالوقت نفسه في طليعة الريادة والازدهار في مجتمعاتنا العربية والاسلامية بشكل عام. ولذلك جعل لها يوماً من كل عام إلا اننا نعتبر انها تستحق ان يكون لها كل يوم عيد لما تقوم به من تضحيات بلا مقابل.
واضاف: وادعو شباب وشابات هذه الايام إلى العودة إلى ما كانت عليه امهاتهم وأسرهم في ما مضى كي يكونوا قدوة لاولادهن في ما هو آتٍ من الايام وللمحافظة على هذه المجتمعات المتماسكة الناجحة والمنتجة، لقد تميز لبنان كما يعلم العالم بأسره بنموذج متفرد وهو العلاقات الاجتماعية بين مختلف شرائحه وهذا يعود بالأصل إلى تربية الافراد ضمن العائلة، والعائلة ضمن المجتمع الذي يحيط بها والفضل بذلك هو لربة هذه العائلة، وهي الأم لذلك اوصى الله عز وجل بالاعتناء بها والاهتمام بها وأعطاها منزلة مميزة عن باقي مخلوقاته حتى عن الرجل، وهذا ما يتجلى بجواب النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله احد الصحابة من احق الناس بصحبتي؟ قال الرسول امك، ثم قال من قال امك، ثم من قال امك، ثم من قال ابوك، هذا ليس من باب التقليل من شأن الأب انما تقديراً للأم لما قدمته وما تقدمه لاولادها.
واخيراً اتمنى لجميع الامهات ان يكنّ في افضل حالاتهن وصحتهن وعافيتهن.