بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آذار 2019 12:04ص المؤسسات الإسلامية في لبنان تُعلِن خططها لاستقبال شهر الخير والكرم (1)

دار الأيتام الإسلامية أكملت استعداداتها وشعارها الرمضاني (سوا منكفّي المشوار)

حجم الخط
أقل من أربعين يوماً يفصلنا عن شهر رمضان المبارك، أنه شهر الخير الذي يأتينا سريعاً ويغادرنا سريعاً، فيملأ قلوبنا ومجتمعاتنا بالخير والفرح والعطاء.
ولأنه شهر كريم فإن المؤسسات الإسلامية في لبنان تستعدُّ له قبل أشهر وتبدأ بدراسة خططها وبرامجها حتى تكون على مستوى هذا الضيف العزيز الذي أكرمنا به المولى سبحانه وتعالى.
ولا شك ان المؤسسات الخيرية هي المعني الأول بهذا الشهر الكريم، ولذا تستنفر طاقاتها وتستنفر إمكانياتها وتتحوّل من الآن إلى خلية نحل لا يتوقف عندها العمل حتى يكون الشهر شهر الخير والعطاء وشهر التآخي الذي يرمي بذور الخير في المجتمع كلّه.
«اللــــــــواء الإسلامي» جالت على المؤسسات الخيرية الإسلامية واستطلعت الآراء حول كيفية الاستعداد لاستقبال هذا الشهر الكريم، وكانت هذه التحقيقات التي سننشرها على حلقات بإذن الله، ونبدأ اليوم بالحلقة الأولى مع مؤسسات الرعاية الاجتماعية - دار الأيتام الإسلامية:

دار الأيتام الإسلامية
{ اعتادت دار الايتام الاسلامية أن تستهلّ حملتها الرمضانية برسالة يتوجّه من خلالها مدير عام مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان دار الأيتام الإسلامية د. خالد قباني الى مجتمعها الحاضن يطلعهم على مستجدّات الدار وتطلعّاتها المستقبلية، ويطلق من خلالها أيضا شعار الحملة الرمضانية وهي لهذا العام «سوا منكفّي المشوار». 
ونص الرسالة هذا العام هو التالي:
«هي السنة الثالثة بعد المئة من عمر مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الأيتام الإسلامية، تطلّ علينا، وبانتهائها تنقضي عشر سنوات على المؤتمر السادس للمؤسسات الذي وضعت بنتيجته الخطة العشرية لاستراتيجية عمل المؤسسات، حققت خلالها معظم برامجها وخطط عملها وتطلعّاتها المستقبلية، سواء على صعيد رعاية الأيتام وأصحاب الإعاقة وذوي الحاجات الخاصة والحالات الاجتماعية الصعبة والعناية بأوضاعهم، وتحسين ظروف حياتهم ومعاشهم وتعليمهم، والسهر على حمايتهم والاهتمام بتنشئتهم وتلبية حاجاتهم الأساسية، وإحاطتهم بكل ما يؤمّن لهم الشعور بالأمان والاستقرار، أو على صعيد تعزيز مشروع الأمان الموجّه الى الأسر الفقيرة والمعدمة، ودعم مشروع تمكين المرأة الذي يهدف الى تدريب الأرامل والمطلّقات غير المتمكنات، وإعدادهنّ للعمل، ورعاية أبناء النساء العاملات، واحتضان كبار السن، وإشراكهم في دورة الحياة الطبيعية، وإيلاء الإعداد والتدريب المهني الأهمية التي تستحقّ.
وتنكب المؤسسات، بكامل طاقاتها وأجهزتها، مع إطلالة هذه السنة 2019، على وضع استراتيجية عملها للسنوات الخمس المقبلة، بدلاً من العشر سنوات، لأنّ المتغيّرات والتحوّلات في مختلف شؤون الحياة باتت تسابق الزمن، وتسرع الخطى بحيث تضع المجتمعات وإنسان هذا العصر أمام تحدّيات ومسؤوليات جسام، ان لم نحسن الإعداد لها والتهيئة للتعامل معها، ستقعده عن اللحاق بمسيرة الزمن ومواكبة حركة العصر والتطوّر.
وها هي مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الأيتام الإسلامية، تشمّر عن سواعدها، متجاوزة الصعوبات والتحديات، الاقتصادية منها والاجتماعية، وتطوّر نفسها وقدراتها، وتتجدّد في فكرها ونهجها وأساليب عملها، متسلّحة بما تفرضها مقتضيات العصر من علم ومعرفة، آخذة بأسباب التكنولوجيا الحديثة، بما يجعلها مؤهّلة لتحقيق رسالتها في خدمة مجتمعها وإنسانها، وبلوغ أهدافها في الخدمة الرعائية والاجتماعية والتنمية المستدامة، مؤكدة على ريادتها في العمل الإنساني.
إن مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الأيتام الإسلامية، إن كان لها ان تحقّق نجاحات وإنجازات مشهودة في العمل الإنساني والرعائي على مدى ما يزيد عن القرن من الزمن، وإن تحلًت بهذه الجرأة والشجاعة والمقدرة، في الارتقاء بهذا العمل بتفوّق وتميّز، فلأنها اعتمدت ولا تزال تعتمد على مجتمع خير وداعم ومبادر، لم يتأخّر في أن يكون مداداً ونبعاً لا ينضب معينه لمؤسساتنا، يمدّها، بكل حماس وإيمان واندفاع، بما يمكّنها من أن تقوم بدورها الإنساني والإنمائي، وأن تروي حكاية مجتمع الخير في لبنان، «سوا منكفي المشوار».
سوا منكفي المشوار
اذاً، شعار الحملة الرمضانية لهذا العام هو «سوا منكفي المشوار»، فاستمرار هذه الدار في الخدمات التي تقدّمها لأصعب الحالات الاجتماعية سواء كانوا ايتاما أو ذوي إعاقة، أو ذوي صعوبات تعلّمية، او نساءً اقل حظا أو كبار سن، هو مستمد من إصرار الخيّرين في دعم مسيرة هذه الدار وحرصهم على تقديم الأفضل لأبناء مجتمعهم، وثقتهم بجودة خدمات هذه الدار وتنوّعها التي تقدّمها في هذه المجالات. ولهذا، تعول دار الأيتام الإسلامية دائما على تقديم الأفضل، على مساندة الخيّرين. ومن خلال هذا الشعار، أحبت أن تؤكد دار الأيتام الإسلامية على فضل هذا المجتمع الخيّر في لبنان، بلد المحبة والخير المحتضن بإحسان أهله وبتوفيق من الله تعالى.
مشتملات حملة شهر رمضان
أما عن مشتملات  حملة دار الأيتام الإسلامية لشهر رمضان المبارك، تستعد دار الأيتام الاسلامية لإطلاق أغنية هادفة جديدة كما كل عام، لتضاف الى باقة الأغاني التي تقدّمها الى المجتمع، وما يميّز هذه الأغاني هي انها من أداء كورال أطفال دار الايتام الإسلامية، كما وتستعد أيضا لاستقبال الشهر الفضيل بمجموعة من الأنشطة تتفاعل من خلالها مع المجتمع، كالمعارض التي ستضم أشغال مسعفيها مما يكتسبونه من مهنياتها من مهارات، والتي يلتحق بها أبناء المجتمع من الحالات الاجتماعية الصعبة، ذوي الإعاقة الحسية والحركية، وذوي الإعاقة الذهنية. وتهدف هذه المهنِّيات الى إكسابهم مهارات تؤمّن لهم استقلالية مادية وتساعدهم في بناء شخصيتهم وصقل مواهبهم، وسيشمل المعرض أيضا أشغال النساء الأقل حظاً، وهذه الأشغال هي من ضمن ما تكتسبه تلك النساء من خدمة تمكين المرأة التي تقدّمها المؤسسة لدعم الأسرة باعتبار ان المرأة هي عماد العائلة وبالتالي تهدف هذه الخدمة الى دعمهن نفسيا واقتصاديا.
ومن ضمن برامج هذه المعارض، سيقدّم أطفال المؤسسة مسرحيات تحاكي معاني الشهر الفضيل.
 الى جانب ذلك، ستنظم دار الأيتام الإسلامية الاحتفالات الشارعية، والمسيرات لتجوب شوارع بيروت والمناطق اللبنانية استبشاراً بالشهر الفضيل، كما ستنظم مجموعة من الإفطارات الرمضانية في بيروت وفي المناطق اللبنانية حيث انتشار مراكزها، والتي تعتبرها دار الأيتام الإسلامية فرصة للتلاقي مع مجتمعها الداعم حيث تواجدها، سواء كانت افطارات مركزية، أو افطارات للناشئة والشباب. هذا، الى جانب افطار العائلة الكبير الذي تجتمع فيه أسرة دار الايتام الإسلامية، عمدة وإدارة بأبنائها في أول يوم من شهر رمضان المبارك.
هذا وستختم دار الأيتام الإسلامية الشهر الفضيل بمجموعة من الأنشطة في المراكز التجارية ستشمل أشغالاً مهنية من صنع ذوي الإعاقة، ومسرحيات وأنشطة تفاعليه تهمُّ الأطفال وكافة فئات المجتمع.