16 آذار 2024 12:00ص ثمّ نقول آه يا رمضان..؟!

حجم الخط
جعل الله شهر رمضان موسماً للخيرات وفعل الطاعات، فيجب استقباله بالبشر والفرح بفضل الله ورحمته والاستعداد له بالتوبة والعزم على اغتنامه في العمل الصالح وهذا شأن المسلم عموماً في استقبال شهر رمضان.
ولكنْ ما نُشاهده في حياتنا المُعاصرة من تحوُّل في سلوكيات الصيام والصائمين وما يرافقه من مظاهر خارجة عن العادات والتقاليد ما هو إلّا خير دليل على العبث الفكري الممنهج والمتعمّد لإخراج الصائمين من الأجواء التعبدية خلال الشهر الفضيل..؟!
لقد تحوّل الصوم عند بعض المسلمين إلى عادة مجرّدة خالية من الروح، أو إلى عناء موقوت منتظر الانقشاع، أو إلى لذات في المطاعم والمشارب، أو سهرات حول مسلسلات ذات خصوصية عكسية، تنتقيها بعض القنوات الفضائية وتتنافس في تقديم المزيد من العري والإثارة الجسدية للعيون الجائعة المنهومة..؟!
قريباً في رمضان..؟!
قريباً خلال الشهر الفضيل ..؟!
على شاشتنا في رمضان..؟!
حصريّاً خلال رمضان..؟!
وكل قناة تأتي بعبارة لشدّ المشاهدين وتأتي بالممثّلين والممثّلات ليقوموا بعمل هذه الدّعايات..؟!
وكل قناة تقوم ببثّ بعض اللقطات القوية من مسلسلاتها الحصرية وغير الحصرية والتي قد تثير أي شخص لمتابعة هذا المسلسل أو ذاك..؟!
مئات المسلسلات يتركونها لشهر رمضان تحمل معاول الهدم لقيمنا وأخلاقنا..؟!
لم تُترك رذيلة من رذائل الدنيا إلّا وتطرقوا إليها من دون حسيب ولا رقيب..؟!
طرحوا ما يُسمّى الزواج المدني..؟!
طرحوا المساكنة كبديل عن عقد الزواج..؟!
طرحوا الزنا والعلاقات المحرّمة خارج المؤسسة الزوجية..؟!
سوّقوا للخيانة الزوجية على أنها حرية شخصية..؟!
طرحوا العشق والهيام بين المحارم..؟!
طرحوا الخمر واللواط والقمار..؟!
أكثر من 300 مسلسل... أغلبها قصص عن الزنا والحمل والخيانة..؟!
جمعوا كلّ أنواع القصص والمَحظورات والمحرّمات الدينية والأخلاقية والاجتماعية لتتصدر المشهد الرمضاني..؟!
وتبقى الأسئلة المطروحة المتردّدة في أذهان الكثيرين منّا في هذا السياق...
لماذا شهر رمضان بالذات أصبح هو الموسم الوحيد للمسلسلات والبرامج التلفزيونية من دون سائر شهور السنة؟
لماذا تظهر بعض المسلسلات والبرامج في رمضان بشكل ماجن من دون مراعاة لمشاعر الصائمين؟
وما هي الأسباب التي تدفع العديد من الناس للإقبال على مثل هذه النوعية من البرامج والمسلسلات؟
أين المعنيّون والقيّمون والحرِيصون على القيم والأخلاق؟
أين هم وأين هي أصواتهم من كلّ ما يجري؟
لو تحرّكوا حقاً لأوقفوا هذه المهازل الاعلامية.
وبهذه الطريقة يا سادة تمرّ أيام رمضان كل سنة حتى آخر يوم من دون مساءلة ولا من يحزنون..؟!
ثم نقول وبالفم الملآن... آه يا رمضان إنّ فراقك حزين ومؤلم..؟!
إن من أهم أولوياتنا في استقبال رمضان أن ننظف البيئة التي يأتينا فيها كما ننظّفُ بيوتنا ونرتّبها حين نعلم بقدوم ضيف كريم علينا...
لا تسمحوا لتجار رمضان أن يسرقوه منكم..؟!
رمضان شهر العبادة والتقوى والطهارة..
رمضان شهر قد يعود وقد لا يعود على كل واحد منا!!!
فلنغتنمه بالطاعة والعبادة، ولنحرص على أن تَدخل ينابيع الحسنات فيه الى ميزاننا، ولا تنسوا أنّ الصوم سبب لتهذيب النفوس، وتحقيق الانضباطية للروح، وأن من لم يدع قول الزور والعمل به فليس للّه حاجة أن يدع طعامه وشرابه.
د. علي أيوب
‏dr.aliayoub@hotmail.com